الرئيسية 08 الشبكة الاخبارية 08 فلسطين المسلمة 08 “إسرائيل” مجرمة حرب.. إدانات موسمية أم لها ما بعدها؟!

“إسرائيل” مجرمة حرب.. إدانات موسمية أم لها ما بعدها؟!

هذا قليل من الاعتدال المتحضّر الذي تحاول المؤسسات الغربية فيه امتصاص السخط الأخلاقي الذي بدأ يتنامى مع جرائم “إسرائيل” التي تمارسها في رابعة النهار ويلوي المجتمع الدولي  عنقه عن صورتها المزيفة.

لن يكون تكرار إدانة “إسرائيل” بارتكاب جرائم حرب مجرد “كليشيهات” تتلاشى مع مرور الزمن؛ فالمستعمر تاريخيًّا تجاهل انتقاد من حوله ولم تنفعه قوته مع مرور الزمن في تحويل الباطل إلى حق مشروع فوق أرض مسلوبة.

قد تبدو إدانة “إسرائيل” في عدوان وحصار متكرر فوق أجزاء من أرض فلسطين التاريخية وخاصّةً قطاع غزة، أمام تسلحها بعلاقات قوية في الإقليم، وميل موازين القوى الدولية لصالحها مجرد مواقف، لكن مستقبل الإدانة يعزز من عزلتها.

وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” (Human Rights Watch) اتهمت “إسرائيل” بتنفيذ هجمات في قطاع غزة في عدوان مايو/أيار الماضي- قد ترقى إلى كونها جرائم حرب بعد أن حققت في ثلاث غارات قتلت 62 مدنيًّا فلسطينيًّا.

وتسبب عدوان غزة الأخير الذي شنت فيه “إسرائيل” هجمات طوال 11 يوماً بخسارة هائلة في الأرواح والممتلكات والتي أدت لاستشهاد 232 مدنيًّا فلسطينيًّا، منهم 65 طفلا، و39 سيدة، و17 مسنًّا وخسارة مادية زادت عن 479 مليون دولار.

طقس إدانة

تراكمت مواقف المؤسسات الدولية والإنسانية مع بطل العالم لثلاثة وسبعين سنة -إسرائيل- في اختراق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، واتفاقيات جنيف، فالحلبة فارغة من منافس لها.

الحديث عن دولة “أبارتهايد” أضحى متكرراً وملتصقاً بـ”إسرائيل” ولا يناقش في محافل المثقفين أو القانونيين فقط، فقد أصدرت عدة مؤسسات مواقف وصفتها بذلك، منها “هيومن رايتس ووتش-بيتسيلم-المجلس العالمي للكنائس، ودول ومؤسسات أخرى”.

يؤكد طلال عوكل المحلل السياسي، أن “إسرائيل” دولة خارجة عن القانون، ولا تلتزم بالقوانين والمعاهدات الدولية، وقد أثبتت أنها لم تتعاون مع أي جهة تحقيق دولية رغم استمرار مؤسسات دولية وحقوقية في متابعة جرائمها.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة انتقدت جرائم إسرائيل واليوم هيومن رايتس ووتش، وهناك لجان رسمية أخرى فتحت ملف ارتكاب جرائم حرب، وهذا مهم لأنه يخلق مناخا دوليا متدرجا لعزل إسرائيل”.

دبلوماسية حركات التحرر المتعاطفة مع قضية فلسطين تتحدث كثيراً عن معازل عرقية مع تنامي الاستيطان وسلب الحقوق في أرض فلسطين، وهذا مترافق مع حركة مقاطعة يمر منحناها بصعود وهبوط تناغماً مع ضغوط “إسرائيل” وأصدقائها عليها.

ويقول محمود العجرمي المحلل السياسي: إن جرائم الحرب لا تغيب بالتقادم، مشيراً أن تقرير هيومن رايتس ووتش لحظته مناسبة، وهو يصف “إسرائيل” بمجرم حرب وسط مشهد سياسي معقد.

ويتابع “للمركز الفلسطيني للإعلام”: “تراكم كشف جرائم إسرائيل يساهم في تطوير الموقف الحقوقي الدولي في مؤسسات دولية حقوقية خاصة أو رسمية مثل التي تتبع للأمم المتحدة”.

وصدرت في السنوات القليلة الماضية مواقف متعددة من برلمانات ووزارات دولية حليفة لـ”إسرائيل” خاصة في القارة الأوروبية والاتحاد الأوروبي انتقدت “إسرائيل” مثل ما انتقدها قادة فكر ومنظمات مجتمع مدني وحقوقي.

تحمرّ خجلاً دبلوماسية دول ومؤسسات غربية وصديقة لـ”إسرائيل” من شنيع فعلها بحق الأرض والإنسان في فلسطين، وهم إن فتشوا عن رواية تبرير لن يجدوا ما يخصفوا به سوءة “إسرائيل” من أوراق القانون الدولي ومبررات الفعل.

له ما بعده

أشهرت “إسرائيل” أسلحة الضغط السياسي والأمني ضد مؤسسات ورجال اتخذوا مواقف صريحة انتقدت عدوانهم على غزة والقدس والضفة؛ فملفات جرائمها دسمة ومتعاظمة، لكن مستقبل كاتم الصوت والقمع ليس مؤبداً.

مواقف الإدانة بحق مجرمي الحرب الإسرائيليين طرحت عدة مرات منذ بدء حصار غزة في عدة مؤسسات قضائية، أهمها المحكمة الجنائية الدولية التي وضعت “إسرائيل” العصي في دواليبها، وهددت من اقترب من ساحتها.

ويقول المحلل عوكل: إن شهرة “إسرائيل” كدولة أبارتهايد يراكم بشكل مهم في عملية نضال الوعي العالمي والمجتمعي، وإن الدول التي بدأت شعوبها تفهم عنصرية “إسرائيل” تهتم حكوماتها ومؤسساتها بالرأي العام الذي يتحرك في انتخابات دولها.

ووصلت حركة المقاطعة “BDS” لمرحلة مهمة من العمل كشفت انتهاكات “إسرائيل” الأخلاقية والقانونية، خاصة في ملف الاستيطان ما أدى لمقاطعة أكاديمية وثقافية واقتصادية كانت آخرها شركة أمريكية تورد مواد غذائية للمستوطنات.

لا يقطف الفلسطيني ثمار تكرار الإدانة والإزاحة الإيجابية في الرأي العام الدولي الذي بدأ يتعرف أكثر على وحشية “إسرائيل” الصريحة وهي تقتل وتحرق وتستوطن أرض فلسطين.

ويرى العجرمي، المحلل السياسي، أن داعمي وأصدقاء “إسرائيل” يشعرون بالحرج من أفعالها المشينة، داعياً لعدم الإفراط في التفاؤل من تطورات واسعة في ملاحقة “إسرائيل” قانونيًّا.

ويضيف: “الولايات المتحدة الأمريكية وقفت 4 مرات خلال 11 يوما من عدوان غزة في مجلس الأمن وأمام 14 عضوا منحازة لإسرائيل التي تمارس الجريمة والعدوان”.

الرهان الكبير هو على الوقت وديمومة العمل في الصراع؛ فالإرادة الوثابة كما يقول المحلل العجرمي، أجبرت المجتمع الدولي للاعتراف بجرائم التفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا حتى انتصر المؤتمر الوطني الأفريقي ووصل صوت مانديلا وأصدقاؤه للبيت الأبيض.

المركز الفلسطيني للإعلام

About Author

%d مدونون معجبون بهذه: