الأسرة
فالمجتمع الصحراوي بطبيعته يولي اهتماما كبيرا للمرأة و الطفل فالتطور التي عرفته المرأة الصحراوية جعلها تحتل مكانة هامة في الحياة العملية و في مختلف قطاعات النشاط الاقتصادي و هذا ما يفسر تحسين وضعيتها بشكل شمولي حيث أصبحت عنصرا اقتصاديا منتجا و تمكنت من أن ترقى إلى المرتبة الأولى ضمن نساء المملكة و يتعلق هنا الأمر بمعطى بنيوي للمجتمع و ليس بظاهرة ثانوثية .
أما الطفل فيعنى باهتمام واضح منذ ولادته إلى أن يصبح عنصرا فعالا داخل المجتمع فبعد سبعة أيام من مجيء المولود الجديد ( ذكر كان أم أنثى ) تنظم الأسرة حفل العقيقية و ذلك لتسميته , و يختارون سبعة أسماء عادة ما تكون أسماء الأعمام و الأخوال أو الأجداد أو أسماء أولياء الله أو شخصيات اجتماعية , ومن بين الأسماء السبعة يتم اختار واحد عن طريق القرعة , إذ تقوم النسوة باختيار سبعة عيدان خضر ( طرية ) و كل عود يحددون له اسما يرمز إليه ثم يناولون العيدان للام التي لم تكن حاضرة أثناء التعيين فتختار إحداها و يتم ذلك ثلاث مرات و العود الذي أخذته الأم في الجولة الثالثة هو الذي يحمل المولود الجديد الاسم الذي كان يرمز إليه..
و من خاصية الأسرة الصحراوية كذلك حسن الكرم و الضيافة فعند استقبالها للضيف يتم ذلك على الطريقة العربية الأصيلة التي تعكس الطابع الخاص للمجتمع الصحراوي حيث نجد ربة البيت حين تحضر أحدى الوجبات تقوم بطهي أكثر من حاجة العائلة و هذا احتمالا لوصول أي صديق أو قريب أو ضيف في اللحظات الأخيرة , و للشاي الصحراوي و مراسيم إعداده طابعا خاصا يعكس وجها من أوجه استقبال الصحراوي لضيفه و يضاف إلى كرم الصحراويين و جودهم , ما يميزهم من تضامن و تآزر و القيام بصلة الرحم و عيادة المريض و مساعدة المحتاجين
أما التحية فلها شكل خاص عند مقابلة الصحراوي للآخر حيث تتسم بالحرارة و الإطراء وتبادل التحية فيما بينهما , الأمر الذي يسهر الجميع على إظهاره , بكثير من الاهتمام كلما التقوا ببعضهم (لان العكس غير مستحب بل يعتبر عدم لباقة ), و تبدأ التحية بمصافحة يدوية ثم يرد كل مصافح يده باتجاه صدره عند موضع القلب إشارة إلى احترام الأخر , و يشرع في سيل من الأسئلة و الأجوبة المتسارعة عن الأهل و حال الأولاد و عن الصحة و الحالة العامة , و يمر كل هذا بتسارع حتى أن السؤال أحيانا يرد عليه الأخر بسؤال مشابه , ذلك أن طريقة ترتيب هذه الأسئلة و الأجوبة تختلف من شخص لأخر , فلكل شخص طريقته التي حفظها نتيجة الرتابة إلا في بعض التفاصيل المتعلقة بشخص ما فيكون الرد حسب الاستفهام و تتوالى عبارات مثل ( لا بأس , بخير , على خير ) و لا تخلو عبارات التحية من تقطيع مستمر بعبارات مثل ( الحمد الله , ما شاء الله , نحمد الله , في نعمة الله ) و لطالما إثارة هذه الطريقة انتباه غير الصحراويين.