ما بين 11 – 13 سبتمبر 2025م، قام المعهد الفرنسي للرأي العام إيفوب (Ifop) بتنفيذ استطلاع لصالح مجلة «Écran de Veille»، على عينة وطنية ممثلة مما يزيد على 14 ألف شخص، ونشرت النتائج في نوفمبر في تقرير حمل عنوان «تشخيص واقع علاقة مسلمي فرنسا بالإسلام وبالإسلاموية»!
جدل واسع حول منهجية الاستطلاع ونتائجه
وقد عبر المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية (CFCM) عن استنكار شديد لنتائج الاستطلاع، واعتبرها «محاولة لتطويع المسلمين لخدمة أجندات»؛ أي أن عرض النتائج يُستخدم لترويج خطاب تهديد عن المسلمين وتشويه صورتهم.
وقد أعادني الاستطلاع، الذي نشرت نتائجه بعد أيام قليلة من إحياء ذكرى هجمات نوفمبر 2015م، وردود الفعل عليه إلى ما كنت قد كتبته سابقاً، في مقالة «تضخيم الخصم.. المسلمون في فرنسا!»، ورواج هذا النمط في تضخيم الأرقام بما يدخل في باب تضخيم الخصم لتبرير استهدافه وبقوة مفرطة!
وبعد الاطلاع على أسئلة الاستطلاع ونتائجها والتفسيرات المقترحة من المعهد، وجدت أن الأسئلة في ذاتها طبيعية، لكنها طرحت في بيئة مغرقة في العلمانية، فحين يوجه إلى مسلم سؤال: «عندما يتعارض الدين والعلم حول مسألة خلق العالم؛ برأيكم، من يكون على حق في الغالب؟»، فمن الطبيعي أن يكون جوابه: إنه سيقدم الدين، وقد طرح هذا السؤال في العديد من الاستطلاعات الدولية التي نفذتها جهات مختلفة لاستكشاف مدى الاعتزاز بالدين!
تفسير منطقي
وعند السؤال: «ما شعوركم تجاه الحركات الإسلامية؟ (تعاطف/ عداء/ حياد)»، مع طرح الحركات التالية: «الإخوان المسلمون، السلفية/الوهابية، التبليغ، التكفير، الجهادية»، فمن الطبيعي أن يتصدر الإخوان المسلمون المشهد بأكبر قدر من التعاطف بين المستجيبين، وقد فسر المعهد هذه النتيجة بصورة إيجابية بالقول: إن الإخوان مندمجون في المجتمع خلافاً لاتجاهات إسلامية تتسم بالتطرف، وهو تفسير منطقي يتوافق مع الصورة العامة عن الحركات الإسلامية!
إن القول بأن الارتفاع الكبير، خلال ثلاثين عاماً، لنسبة المسلمين الذين يفضّلون احترام قواعد دينهم في قضايا مثل الذبح الشرعي أو الميراث، يدل على نزعة أصولية أو أسلمة لفرنسا، هو أمر طبيعي في تفسير النتائج إذا خرج من جهات حالها كحال معهد «إيفوب» وعلمانية فرنسا!
الشبكة الجزائرية نت البوابة الجزائرية للاعلام والثقافة