الرئيسية 08 الشبكة الاخبارية 08 اخبار متنوعة 08 الجمعيات الخيرية تتصدى لإطعام الفقراء وإسعادهم في عيد الأضحى..

الجمعيات الخيرية تتصدى لإطعام الفقراء وإسعادهم في عيد الأضحى..

للعام الثاني على التوالي، تستقبل معظم الدول العربية، عيد الأضحى المبارك، في ظل ظروف اقتصادية صعبة، فاقمت منها أزمة كورونا وتداعياتها، وتكاد معظم التقارير، تتفق على أن الناس في غالب الدول العربية، من تونس إلى لبنان، لم يتمكنوا بفعل أزماتهم المالية، من توفير احتياجات العيد هذا العام، بحيث اختفت مظاهر العيد المعتادة في معظم العواصم.

قاسم مشترك

ويمثل ارتفاع اسعار الأضحية، قاسما مشتركاً بين العديد من الدول العربية، إذ أن ثمن الأضحية من الخراف، في بعض الدول العربية، يصل إلى ضعف الراتب الشهري لشخص واحد، لكن ما يضاعف من الأزمة، هو أن ارتفاع الأسعار، تقابله حالة من التردي، في الظروف المالية للعديد من الأسر.

وفي تونس التي تعاني موجة عاتية، من وباء كورونا، أفادت التقارير بأن القليل من العائلات، قامت بشراء الأضحية هذا العام، إذ أن معظم الناس مشغولون، بحالات إصابة بالوباء في عائلاتهم، كما أنهم قرروا وفق عدة تقارير، توفير سعر الأضحية لعلاج ذويهم المصابين وتدبير الأكسيجين لهم، على اعتبار أنه أولوية تتقدم على الأضحية.

وفي لبنان الذي يعاني أزمة اقتصادية خانقة، تشير التقارير إلى شبه اختفاء لمظاهر العيد والاحتفال، عن كل المناطق، بسبب ما تعيشه البلاد من انهيار شمل كل القطاعات، إلى جانب الضائقة الاقتصادية الخانقة، نتيجة تدهور سعر صرف الليرة ،والغلاء الفاحش في الأسعار، الذي طال المواد الغذائية والاستهلاكية والمحروقات، وتشير تقارير إلى أن الحال وصل بكثير من اللبنانيين، إلى إصلاح ثيابهم القديمة، لعدم قدرتهم على شراء ملابس جديدة خلال العيد.

ولا يختلف الوضع في دول أخرى كثيرة مثل ليبيا،التي حولتها عشر سنوات من الحرب، من بلد ينعم بالوفرة إلى بلد يعاني اقتصاده من الانهيار، ويعيش سكانه حالة من الفقر رغم أنه يملك أكبر احتياطات نفطية في إفريقيا

ولا تجذب أسعار الأضحيات من الخراف، هذا العام الليبييين، الذين يعانون في تدبير حياتهم، خاصة بعد أن ارتفع سعر الأضحية من 1400 دينار (حوالي 300 دولار) في العام الفائت، إلى ألفي دينار حالياً أي حوالي 440 دولارا، على وقع تدهور سعر صرف العملة المحلية مقابل الدولار.

وتبدو الصورة في اليمن أكثر صعوبة،إذ يعيش اليمنيون ظروفا معيشية استثنائية، بعد سنوات من الحرب كما أدى الانهيار الكبير والمتسارع في “الريال اليمني”، إلى ارتفاع هائل في الأسعار، وعجز معظم العائلات عن شراء الأضحية، حيث يعد العيد المناسبة اليتيمة التي يتناول فيها الناس لحوم الخراف أو الماعز.

الجمعيات الخيرية في حالة تأهب

وأمام هذه الصورة المتكررة، في العديد من الدول العربية، باتت الجمعيات الخيرية، تضطلع بدور مضاعف، في إدخال البهجة على الناس خلال عيد الأضحى، لكن على قدر طاقتها، إذ أن المؤكد،أنها لن تكون قادرة،على الوصول لكل الفقراء من الناس، في كل بقعة من كل بلد.

وفي المغرب تنشط عدة جمعيات خيرية،وفاعلون للخير في مناطق مختلفة من البلاد قبل عيد الأضحى، بهدف شراء الأضحيات وتوفيرها للعائلات المعوزة، في العديد من القرى والمناطق فيما يعرف بمبادرات توزيع أضحيات العيد .

غير أن انتقادات وجهت للقائمين على تلك المبادرات، تركزت على أنهم يسعون للشهرة فقط، وليس لفعل الخير، وهو ما دفع بعضا من الجمعيات الخيرية، إلى التركيز في خطابها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، على أنها تفعل ذلك، بطريقة لا تكشف عن المتبرع، ولا تقوم بتصوير العائلة المحتاجه، حال تلقيها للأضحية، وإنما تسدد ثمنها في سوق الأضحيات، وتمنح المحتاج كوبونا ليتسلمها في الوقت الذي يريد ودون أن يعلم أحد.

وفي مصر التي تسيطر فيها الدولة، على جل العمل الخيري، عبرعدة جمعيات، استعدت تلك الجمعيات قبل عيد الأضحى، عبر شراء الأضحيات وذبحها وتوزيع لحومها على الأسر المعوزه، وكذلك تنظيم معارض للملابس يستفيد منها أبناء الأسر المحتاجه قبل العيد.

وكانت بوابة بنوك مصر، وهي البوابة الرسمية لاتحاد بنوك مصر، قد نشرت للمواطنين، أسماء البنوك التي يمكنهم من خلالها،الحصول على مايعرف بـ”صك الأضحية” والذي يعد بمثابة وثيقة، بين المضحي والجهة الموكلة بذبح الأضحية، وتوزيعها على المحتاجين ليستفيد منه أكبر عدد ممكن.

وفي دبي أطلقت ( دبي الرقمية) بالتعاون مع جمعية (دار البر)،خدمة “الأضحية” ، وتتيح الخدمة التي تم تفعيلها عبر تطبيق رقمي لجميع المستخدمين، إمكانية طلب وتوزيع أضحية عيد الأضحى، ودفع ثمنها دون أي صعوبات، وعبر خطوات بسيطة وسهلة سواء داخل الدولة أو خارجها.

بقي القول أن ما أوردناه هنا، إنما هو هو مجرد نماذج، لجهود تضطلع بها العديد، من الجمعيات والمؤسسات الخيرية، في الكثير من الدول العربية، خلال عيد الأضحى، وهو عمل تعد المجتمعات في أمس الحاجة إليه، خاصة في ظل الظروف الحالية، وهو يسهم بلاشك في إدخال البهجة على نفوس الناس في ظل أيام قاسية.

About Author

%d مدونون معجبون بهذه: