الشبكة نت موقع ثقافي اعلامي شامل
في رحلتنا إلى افريقيا “كوت ديفوار” جانفي 2024 لتغطية كأس أمم افريقيا لكرة القدم، كانت لي جولة في رحاب وكنفات قرى المسلمين في هذا البلد الذي وصله الإسلام زمن المرابطين وتجذرت تفاصيله مع التجار القادمين من شمال افريقيا ودول الساحل. وفي خضم هذه المحطات الشيقة مع قرى المسلمين كانت لي صلاة جمعة بمسجد قرية داراكوروندو رفقة الصديق العزيز أسامة محرز “صانع محتوى جزائري” نتج عنها اكتشاف الحاجة الماسة لأهل القرية في مكان يدرس فيه الأطفال والشباب والكهول والعجائز تعاليم الدين الإسلامي واللغة العربية وغيرها من العلوم النافعة، فكانت المبادرة من الأخ أسامة صاحب المهمات الخيرية المتميزة في لبنان وسوريا وتركيا والجزائر وتم التفكير مباشرة في التجسيد وسبل التنفيذ.
بعد العودة إلى الجزائر باشرنا الإجراءات المتعلقة بضبط تفاصيل هذا المشروع من جميع النواحي اللوجستية والمالية وغيرها من الأنشطة التي تصب في خدمة هذا المشروع الخيري الهادف الرامي لربط جسور المسلمين في العالم، فكانت الرحلة الثانية لكوت ديفوار بداية الشهر الفضيل جمعت الصديقين أسامة محرز ودحمان من أجل بداية المشروع وشراء كل المستلزمات المتعلقة بذلك، حيث تم الانتهاء من العملية كاملة منتصف شهر ماي الفارط حيث تضم المدرسة اليوم ثلاثة أقسام وقاعة خاصة بالإدارة والأساتذة.
الرحلة الأخيرة والتي تم فيها الافتتاح الرسمي للمدرسة كنت فيها رفقة أسمة محرز حيث تم تجهيز المدرسة بآخر المستلزمات كالطاولات واللوح التعريفي بها، وكان اليوم المشهود 1 جويلية 2024 في قرية داراكوروندو ليس ككل الأيام في هذه القرية النائية، حيث جاءت جموع المسلمين المهنئين بهذا الصرح الجديد من كل مكان، وتمت المراسيم في أجواء امتزجت فيها مشاعر الفرح والسعادة لدى الايفواريين ومشاعر الفخر والاعتزاز لدى الجزائريين راجين من العلي القدير القبول والسداد في قابل الأيام.
هذه المدرسة تعد بداية لسلسلة من المشاريع المستقبلية في دول إفريقية أخرى، فماذا تقترحون؟
ياسين مبروكي
