جميع الحقوق محفوطة لموقع الشبكة الجزائرية نت 2008 .. 2025
الرئيسية 8 الشبكة الاخبارية 8 فلسطين المسلمة 8 إضراب فلسطين.. صرخة مقاوم في وجه المحتل

إضراب فلسطين.. صرخة مقاوم في وجه المحتل

بعد 548 يومًا من الدمار والخراب، وإبادة ما يتجاوز 17 ألف طفل، و39 ألف يتيم، وتدمير ما يتجاوز 9200 وحدة سكنية، وتشريد آلاف من الأسر، وحرق مئات من البشر، واستنزاف جميع الحلول الممكنة، لم يجد الفلسطينيون سوى صرخات محملة بالأسى يقفون بها في وجه الاحتلال، حيث عم الإضراب جميع مدن الضفة الغربية صباح الإثنين 7 أبريل 2025م، آملين أن تكون عصا موسى!

فهل ستكون عصا موسى التي استطاع أن يردع بها عدوه رغمًا عن قلة حيلته، وضعف سلاحه، وجبروت فرعون، وطغيان جنوده؟

دعوة واستجابة لإضراب فلسطين

استجابت جميع مدن الضفة الغربية للدعوة التي أطلقتها القوى الوطنية والإسلامية بعمل إضراب شامل تنديدًا بحرب الإبادة المستمرة على الشعب الفلسطيني، إلى جانب العدوان المتواصل على البلدات والمدن الفلسطينية، وشمل الإضراب جميع المؤسسات الرسمة والأهلية، والقطاعات التعليمية والتجارية ووسائل النقل، يساندها مسيرات حاشدة من الغضب.

لم يكن الإضراب على مستوى الأراضي الفلسطينية فحسب، بل دعت القوى والفصائل الفلسطينية العالم وأحراره والمتضامنين مع القضية للمشاركة في هذا الإضراب، من أجل إعلاء الصوت وتوصيل الصرخات، وتسليط الأضواء على جرائم الاحتلال، الإبادة الجماعية، والمذابح الفردية التي يرتكبها في حق المدنيين؛ أطفالًا ونساءً وشيوخاً، ساعين إلى تهجيرهم قصرًا من شعبهم وأراضيهم، على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي العاجز عن فرض عقوبات على الاحتلال، أو محاسبة حكومته الإرهابية، وفق بيان الفصائل.

 

المتضامنون مع إضراب فلسطين

نشر «المركز الفلسطيني للإعلم» أن هناك العديد من الدول والمؤسسات الرسمية والأهلية استجابت لدعوة الإضراب، حيث أغلق نشطاء شوارع عدة في لندن للمطالبة بمقاطعة دولة الاحتلال لارتكابها مجازر متنوعة في حق الشعب الفلسطيني بغزة، كما شاركت العديد من الدول العربية في الإضراب على المستوى الشعبي، فعلى سبيل المثال أعلنت مؤسسات ونقابات في الأردن، ومصر، والكويت، وتونس، والمغرب عن التزامها بالإضراب، إلى جانب آلاف المنشورات والتعليقات على منصات التواصل الاجتماعي التي تؤكد أهمية الإضراب الشامل لكافة القطاعات في الضفة الغربية المحتلة.

بينما أخذ الإضراب طابعًا رسميًا في الضفة الغربية، والقدس المحتلة، وذلك بعد قرار وزارة التربية بتعطيل المدارس، وقرارات أخرى بتعطيل أبرز الدوائر الرسمية، وسعت المقامة والمناضلون من خلال الإضراب إلى الضغط على الحكومات، والمجتمع الدولي لاتخاذ مواقف جادة لوقف التصعيد «الإسرائيلي» في قطاع غزة.

الحجارة والرصاصة

على الرغم من ضعف سلاح الإضراب، فإن المقاومة والشعب الفلسطيني لم يجد أي سلاح آخر، ولم يجد بيده إلى هذا الحصى (الإضراب) ليواجه به رصاص العدو، فهل تنتصر الحجارة على الرصاصة؟ هل سيتمكن الشعب الفلسطيني من الحصول على أدنى حقوقه؟

وتظل غزة الراية الشامخة التي يصطف تحتها قادة العالم وأحراره، فما أن نادت فلسطين بالمقاطعة إلا أن لبى العالم العربي والإسلامي النداء، ليتذكر العالم أن غزة باقية، صامدة، تقاوم حتى بأبسط الوسائل، وأن العالم الإسلامي لن يخذلهم حتى ولو كان بوقفة احتجاجية، أو دعوة على منبر، أو قلب غاضب، فعلى الرغم من تعثر الخطى، وتعقد الواقع السياسي، فإن هذا التفاعل الشعبي، والتآخي الإسلامي، ما كان إلا فرصة لإعادة تشكيل الوعي، وتأكيدًا على أن القضية الفلسطينية ما زالت حيّة في وجدان الأمة، وأن جراح غزة لا تُنسى مهما طال الزمن.

رسالة أمل وسط الركام

وسط الدمار والخراب، والإبادة الجماعية المستمرة، وبين أنقاض البيوت وحرائق الجسمان، تأبى غزة إلا أن تبعث برسالة أمل: أن المسلمين حين يتضامنون تتجدد فيهم الروح، ويقوى بهم الجسد، ويتحقق المعنى الحقيقي للأمة، كما قال صلى الله عليه وسلم: «المسلمُ أخو المسلمِ، لا يظلِمُه، ولا يُسلِمُه، مَن كان في حاجةِ أخيه، كان اللهُ في حاجتِه، ومَن فرَّج عن مسلمٍ كُربةً، فرَّج اللهُ بها عنه كربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ، ومَن ستَر مسلمًا، ستَره اللهُ يومَ القيامةِ».

ويبقى التضامن مع غزة آخر حصن من الكرامة، في زمنٍ تعلو فيه أصوات الصمت، والتطبيع، والمصلحة، خزي، فالإضراب وإن بدا بسيطًا، فإنه وسيلة من وسائل المقاومة التي تعبر عن الشعب الفلسطيني، وأنه لا يزال حيًا، منتبهًا، رافضًا الخضوع والانكسار، وأن تضامن الأمة وتكاتفها دليل بأن القدس ليست وحدها، ووعدٌ بأن القضية الفلسطينية لن تتحول أبدًا إلى نسيان، والمحن وإن اشتدت فهي زائلة، والجراح وإن نزفت فسيأتي يومًا لتبرأ، ونصر الله قريب، وبعد العسر يسر.

 

 

عن الشبكة نت

اضف رد

arالعربية
جميع الحقوق محفوطة لموقع الشبكة الجزائرية نت 2008 .. 2025