جميع الحقوق محفوطة لموقع الشبكة الجزائرية نت 2008 .. 2025
الرئيسية 8 الشبكة الاخبارية 8 فلسطين المسلمة 8 البقاء في غزة .. مئات آلاف الفلسطينيين يتمسكون بمدينتهم لإفشال مخططات إسرائيل

البقاء في غزة .. مئات آلاف الفلسطينيين يتمسكون بمدينتهم لإفشال مخططات إسرائيل

تعيش مدينة غزة هذه الأيام واحدة من أقسى مراحلها، مع استمرار العدوان العسكري الإسرائيلي الذي يستهدف أحياءها ويدفع سكانها إلى التهجير القسري، في حين يتمسك مئات الآلاف بالبقاء معلنين تشبثهم بمدينتهم والأمل يحذوهم بإفشال مخططات الاحتلال لتدميرها.

ووفق المكتب الإعلامي الحكومي، فإن نحو 900 ألف فلسطيني لا يزالون محاصرين داخل المدينة، يواجهون شحًا في المياه والغذاء، وقصفًا لا يتوقف يهدد حياتهم في كل لحظة، ومع ذلك يصرون على البقاء لأسباب متعددة منها إيمانهم أن وجودهم حائط صد أمام مخططات الاحتلال الصهيوني.

نزوح تحت النار

كثيرون من أهالي غزة يرفضون مغادرة بيوتهم رغم اشتداد القصف، فيما يرغب آخرون بالرحيل إلى الوسط أو الجنوب، لكنهم عاجزون عن دفع تكاليف النقل، التي تفوق 3 آلاف دولار أمريكي.

الاحتلال من جهته يواصل الضغط لتهجير من تبقى، زاعمًا أن عددهم أقل بكثير، ومتوعدًا بمواصلة تدمير المدينة والسيطرة عليها.

ووفق مصادر محلية، تتركز الكثافة السكانية حاليًا في الجزء الجنوبي من مخيم الشاطئ وحي النفق، إضافة إلى مناطق الصحابة والشعبية والسامر ومفرق السرايا، وفي أطراف حي تل الهوى والشاطئ، بينما تتقدم الدبابات إلى الشيخ رضوان والنصر.

شهادات نجاة ووجع

في حي تل الهوى، كان عبد الله البيطار يختبئ مع 16 فردًا من عائلته في الطابق الأرضي لعمارة قرب المستشفى الأردني، فجأة سقطت الصواريخ على الطوابق العليا.

يقول: “خرجنا من تحت الركام وسط الغبار ننادي على أطفالنا وزوجاتنا، لجأنا إلى المستشفى الأردني، لكن الطواقم توقفت عن العمل الطبي، بقينا محاصرين 24 ساعة مع 22 عائلة أخرى حتى أُجلينا ليلًا نحو النصيرات”.

وعلى الجانب الآخر من المدينة، لم يسعف القدر مروان العشي (67 عامًا) وابنه هاني (38 عامًا). كانا يستعدان للنزوح، لكن طائرة مسيّرة استهدفتهما أثناء محاولتهما إنقاذ جيران أصيبوا.

يقول سالم العشي، أحد الأبناء: “أبي فضّل البقاء يومًا مع أختي، وهاني عاد لتأمين محاله التجارية، استهدفتهما الطائرات قبل أن يلحقا بنا إلى الوسطى”.

معاناة بلا مخرج

العائلات التي بقيت تواجه صعوبات حياتية لا تقل قسوة عن القصف، محطات التحلية دُمّرت أو نُقلت جنوبًا، وشاحنات المياه اختفت، والخطوط البلدية مقطوعة، السكان يمشون مسافات طويلة لتعبئة غالون ماء.

الأسواق شبه متوقفة؛ حركة محدودة في سوق الشاطئ، وشيء من النشاط في سوقي السرايا والصحابة. أما الاحتياجات الأساسية فباتت خارج متناول كثيرين.

حليمة العشي، مسنّة محاصرة في حي النصر، تقول: “الوضع صعب، ورائحة الموت في كل مكان، الطائرات المسيّرة تطلق النار على أي شيء متحرك، لا أستطيع المشي ولا نملك ثمن النزوح. أغلب من رحلوا باعوا أثاث بيوتهم أو هواتفهم. نحن عالقون بين الموت والعجز”.

مدينة لا تنام

القصف لا يتوقف ليلًا أو نهارًا. محمد مقداد، الذي يصر على البقاء شمال غربي المدينة، يصف المشهد: “الغارات حولت الليل نهارًا. كل ليلة أصعب من السابقة. رأيت بنايات تُهدم فوق ساكنيها دون إنذار. فقدنا الاتصال بجيران خرجوا لإحضار بعض الأغراض تمهيدًا للنزوح، ولم يعودوا”.

عجز فرق الإنقاذ

طواقم الإسعاف والدفاع المدني تقف عاجزة أمام كثافة القصف وخطورة الوصول إلى المناطق المحاصرة.

الدفاع المدني يقول في تصريحات له إنه يترك شهداء تحت الركام بسبب غياب المعدات الثقيلة. “تصلنا استغاثات من مخيم الشاطئ والشيخ رضوان وشارع الجلاء، لكن لا نستطيع التدخل، أصعب ما نراه كان استهداف عمارة (الشوا) المكتظة بالنازحين قرب مفرق السامر، خلّف شهداء ومصابين وحريقًا كبيرًا”.

بين الرحيل المستحيل والبقاء القاتل

الاحتلال أجبر سكان أحياء كاملة مثل تل الهوى على النزوح تحت ضغط القصف والأحزمة النارية.

ومع ذلك، ما تزال أعداد كبيرة من العائلات في الصبرة والدرج ومحيط مرفأ الصيادين، يعيشون على أمل وقف الحرب أو العثور على وسيلة خروج آمنة.

 المركز الفلسطيني للإعلام

عن الشبكة نت

arالعربية
جميع الحقوق محفوطة لموقع الشبكة الجزائرية نت 2008 .. 2025