جميع الحقوق محفوطة لموقع الشبكة الجزائرية نت 2008 .. 2025
الرئيسية 8 الشبكة الاخبارية 8 تقارير ودراسات 8 محمد عياد.. ذهب باحثا عن طعام لأطفاله فعاد شهيداً

محمد عياد.. ذهب باحثا عن طعام لأطفاله فعاد شهيداً

في صباحٍ خانق اليوم الخميس (31 تموز) من صيف غزة اللاهب بالحرب والمعاناة، خرج محمد أحمد عياد (38 عاماً)، ابن مخيم البريج، من بيته خفيف اليدين، ثقيل القلب. لم يحمل شيئًا سوى كيس فارغ كان ينوي أن يملأه بالطحين أو ببضع علب حليب لبناته الثلاث، لكنه لم يعد بشيء من هذا.

عاد محمد شهيدا ملفوفًا بكفن أبيض، بعدما أصابه رصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، عند نقطة “نتساريم”، حيث تُوزَّع المساعدات الأمريكية سيئة الصيت، في مشهدٍ بات متكررًا، وموجعًا، وموثقًا بالصمت العالمي.

في ذلك الوقت، لم تكن زوجته إيمان محرز في المنزل، كانت في عملها، تجهد كعادتها لتأمين بعض من أساسيات الحياة، حين وصلها الخبر الذي مزّق ما تبقى من عالمها.

تقول لمراسلنا: “كنت في عملي حين اتصل بي أحد الأقارب، قال لي: إيمان، محمد… استُشهد. للحظة، لم أفهم. شعرت أن الهواء انقطع، أن الأرض مالت بي، انقطع شريان الحياة”.

نقطة موتٍ علنية

“نتساريم”، التي سوّقها الاحتلال كممر إنساني لتوزيع المساعدات، تحوّلت إلى نقطة موتٍ علنية، يستهدف فيها الجيش الإسرائيلي المدنيين أثناء بحثهم عن رغيف أو كيس دقيق. محمد، مثل كثيرين غيره، سقط برصاصةٍ صامتة، أمام العالم الصامت.

واستشهد اليوم الخميس 15 مواطنًا على الأقل وأصيب 65 آخرون قرب نقطة نتساريم، برصاص الاحتلال الذي استهدف المجوعين، وهي جريمة باتت تتكرر يوميا.

تتابع الزوجة المكلومة: “ذهبت إلى مستشفى العودة أركض… كان محمد هناك، وجهه مغطّى بالغبار، وعلى صدره أثر رصاصة اخترقت قلبه. لم يكن يحمل سلاحًا، لم يكن يشكّل خطرًا على أحد، كان فقط… أبًا يحاول أن يُطعم بناته”.

محمد، الرجل البسيط، كان يعمل في محطة للمحروقات قبل حرب الإبادة، وأبًا، وزوجًا يُحب بيته، ويعيش لأجل بناته الثلاث، أكبرهن لم تتجاوز العاشرة من عمرها.

سأذهب وأجلب شيئًا

“قبل أن يخرج، قال لي: يا إيمان، البنات لم يأكلن منذ يومين… سأذهب وأجلب شيئًا، حتى لو عدت بلا شيء، على الأقل أكون حاولت، لم أكن أعلم أنني لن أراه مجددًا”.

تتابع إيمان، التي تحاول أن تُخفي دموعها بينما تحتضن صورته الأخيرة: “محمد استُشهد لأنه كان يريد أن يُطعم أطفاله، لم يُقتل لأنه يحمل بندقية، بل لأنه حمل الجوع على كتفه، وقرر أن يواجه الموت من أجل حياة بناته، ذهب من أجل الطحين… فعاد بالكفن”.

ووفق وزارة الصحة؛ فإن عدد الضحايا منذ حول الاحتلال نقاط توزيع المساعدات المحدودة إلى مصائد للقتل في 27 مايو/أيار الماضي، بلغ 1320 شهيدا، و8818 مصابا، و45 مفقودا، مع استخدام ما يسمى “مؤسسة غزة الإنسانية” – ذات الصبغة الإسرائيلية الأميركية والمرفوضة أمميًا – كأداة لفرض معادلة الخضوع والقتل تحت غطاء “العمل الإنساني”.

المركز الفلسطيني للإعلام

عن الشبكة نت

arالعربية
جميع الحقوق محفوطة لموقع الشبكة الجزائرية نت 2008 .. 2025