جميع الحقوق محفوطة لموقع الشبكة الجزائرية نت 2008 .. 2025
الرئيسية 8 الشبكة الاسلامية 8 شبكة المقالات 8 وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة!

وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة!

ما تعيشه جزائرنا الحبيبة من آثار المستعمر القديم، ومكائد صادرة عمن والاه وتولاه ممّن أحسنت إليهم الجزائر وكانت سببًا في تحرّرهم من هيمنته على بلدانهم وأوطانهم، و- كذلك – ما تمرّ به الأمّة من ضعف وانتكاس وذلّة، وتسلط الأعداء، جعل الأمم تتداعى عليها كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها، وتتكاتف جهودهم لاستغلال فرصة ضعفنا وتفرق كلمتنا، وضياع الأمانة بيننا، للانقضاض على ما بقي من عزّتنا واستقلالنا وقِيَمنا ومبادئنا

وبعد تجربة كلّ الحلول والوسائل تبيّن بأنّه لا حلّ لأزماتنا إلاّ سنّة التدافع التي ذكرها الله في القرآن «ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض» وأول مرحلة في ذلك هو الإعداد والاستعداد، كما قال الله تعالى: «خذوا حذركم…» وقوله تعالى: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم» فالآية الأولى تنبهنا إلى أنّنا إذا أمِنّاهم ولم نحذرهم، أوتينا من حيث لم نحتسب، وحينها سندفع ثمنًا غاليًا، والعياذ بالله. والآية الثانية تقرّر أنّنا إذا لم نُعدّ ما نستطيع من قوّة، فسوف لا يهابنا عدُونا وسوف يتجرأ علينا، وقد يحتل أرضنا كما فعلت فرنسا الاستعمارية بالأمس بجزائرنا، ولا يذهبن بنا الظّن أنّ القوة المطلوبة هي القوّة العسكريّة فقط، بل المطلوب شرعًا هو كلّ أنواع القوّة؛ قوّة الساعد والسلاح، وقوّة الإيمان واليقين، وقوّة العلم والمعرفة، وقوّة الصناعة والاقتصاد، وقوّة الخلق والسلوك، وقوّة الألفة والوفاق، وقوّة التخطيط والتسيير، وقوّة القيادة والإدارة، وغير ذلك من أنواع القوى الماديّة والمعنويّة التي تدخل في إطلاق لفظ القوّة في الآية. ولا ينبغي أن نغفل عن أنّ كلّ هذا مطلوب منّا الآن -نحن الجزائريين – في هذا الظرف العصيب الذي فُتحت علينا فيه جبهات عديدة، وبدأت خيانات بعض الأصدقاء تطفو على السطح، فإن لم نأخذ بهذه الأنواع كلّها، فإنّنا سنستهدف ممن يتربص بنا وينتظر فرصة لتفريقنا والإضرار بنا. ومطلوب -أيضا – منّا ومن غيرنا من المسلمين جميعا في هذا الظرف الذي بلغ طغيان الصهاينة مبلغا عظيما. فكما قلنا مرارًا بأنّ المطلوب من الأمة الأخذ بأنواع الجهاد والتضحيات الممكنة، فكذلك نقول لأبناء وطننا في هذ الأيام لا تنقطعوا عن الأخذ بما هو متاح لكم في بلدكم لنفع بلدكم أولاً، ولنصرة قضية أمتكم ثانيًا ، ولنصرة دينكم ولغتكم ثالثًا. فمن هذه الأنواع: الجها د بالمال، وهو أمر ممكن ومتيسّر (وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم…)، وذلك بالنفقة على مشاريع الخير في بلادنا وفي غيرها، لنسهم في رقيّها وقوتها واستغنائها على أعدائها، وبالنّفقة على المجاهدين الفلسطينيين وعائلاتهم، وغير ذلك ممّا لا يخفى على المتابع .
• ومنها الجهاد بالبيان؛ بالكتابة والنّشر والدروس والمحاضرات واستغلال وسائط التواصل ووسائل الإعلام لحثّ النّاس وتحفيزهم على الخير وعلى ما ينفع البلاد والعباد، وعلى ما يحفظ أمن الوطن، ويعيد الأمن لإخواننا في أرض الرباط، وللرّد على الشبهات المثارة لتبرير ظلم الظالمين، وطغيان المعتدين، وللرّد على كلام القاعدين وفتاوى المنبطحين وتكريس خذلان المخذلين، والولاء للكافرين.
-ومنها ترجمة المقاطع التي فيها بيان للحق، ونصرة لديننا وقضايا أمتنا؛ والدفاع على المواقف الرّاشدة في بلادنا، والدفاع على القضايا العادلة في واقعنا؛ لأنّ أغلب الشعوب لا يعرفون العربية، فكيف يصلهم خطابنا إن لم نوصله إليهم بلغاتهم، وكيف ندفع الافتراءات عن وطننا وديننا إن لم نترجم لهم ما عندنا!!؟؟
• ومنها مقاطعة ما يمكن من شركات الصهاينة ومن يدعمهم، ويواليهم، ومن شركات الدول التي تعادينا ظلما وعدوانا، نستعمل ذلك كورقة من ورقات الضغط لصالحنا.
ولا تسمعوا لكلام المثبطين الذين يبثون سموم التخذيل وأنّ المقاطعة لا أثر لها، ونحو ذلك من كلام الجهلة، الذين لا يتصورون وسائل الحرب إلاّ في الطائرات والرشاشات والدبابات!!! ومنها: – ما يتعلق بفلسطين – مراسلةُ الزعماء والمتنفذين وقادة الجيوش وأصحاب النفوذ والتأثير، وحثُّهم على أن يفعلوا ما يستطيعون، وأن يضاعفوا جهودهم، لوقف هذا النزيف والإبادة الخطيرة، وعلى أن يستعملوا ما هو ممكن من وسائل الضغط، كاستدعاء سفراء الدول المتنفذة، والتي تدعم الكيان، ومنع تصدير النفط وغيره ممّا يتقوى به العدو علينا، وإيقاف التعاملات التي يؤثر عليه إيقافها، وغير ذلك ممّا يعلمونه، ويستطيعون تحمّل آثاره، ويدرك الخبراء والمستشارون جدواه في التأثير عليهم وإيقاف حربهم علينا، وفيما يتعلق بجزائرنا الحبيبة، تحريكُ الدول والهيئات ومراكز التأثير ليقفوا مع الجزائر ضدّ ظلم الأباعد والأقارب، وضدّ التآمر الذي فوجئت به، والحمد لله على أن لدينا من أسباب القوة والضغط ما يجعل الظالم يندم على ظلمه وغبائه. ومنها: الجهاد العلمي، والجهاد الالكتروني، وذلك بأن يجتهد المختصون والخبراء في تطوير بحوثهم، وتكثير إبداعاتهم في مجال تقوية الأمة وتفوقها على عدوّها، واختراق ما يمكن من مواقع تضعف العدو الماكر، وتتقوى بها الأمة المستهدفة المسكينة. والحرب خدعة كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -. والله من وراء القصد. -ومنها الحرص الشديد على الدعاء للأمة ولفلسطين وللجزائر، بإخلاص وإلحاح وصدق، مع الأخذ بعوامل الإجابة، فإذا فعلنا ذلك؛ فإن الله سيجيبنا كما وعد وهو لا يُخلف الميعاد، لكن ينبغي أن نعلم أنه يجيب كما يريد وليس بالضرورة كما نريد، ومتى يريد وليس بالضرورة متى نريد، وبالكيفية التي يريد وليس بالضرورة كما نريد.
• ومنها -بصفة عامة – فعل ما يمكن فعله لتتقوّى الأمة ولتنهض الجزائر وتترقى، كلٌّ في مقامه، وحسب مُكنته، لتحقيق الأهداف، وبلوغ الغايات، ولتبرئة الذّمة وإقامة الحجة، ولعلّ ذلك يؤتي ثماره إن شاء الله.
والله الموفق وهو يهدي السبيل.

 

أ.د: عبد الحليم قابة
رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائرييـن/

عن الشبكة نت

اضف رد

arالعربية
جميع الحقوق محفوطة لموقع الشبكة الجزائرية نت 2008 .. 2025