الغرب وقضية فلسطين هل فُهم مغزى جهاد حماس والجهاد الإسلامي؟

تداعت الأمم الغربية على غزة بحاملات الطائرات والبوارج والأسلحة لتأييد الكيان الصهيوني ودعمه، وصدق الغرب أكاذيب الدجالين من بني صهيون في قطع رؤوس الأطفال، وصرح بذلك رئيس أكبر دولة غربية ثم أدرك تورطه في الكذب.
فهذه غزة لا تزيد مسافتها على 360 كلم2 وهؤلاء سكانها لا يزيدون على مليونين ومائتي ألف ساكن، يهب العالم كله بما في ذلك بعض الأنظمة العربية سرا أو علنا، وظن هؤلاء الكذابون من الصهاينة والقادة السياسيون الغربيون أنهم يقهرون حماس والجهاد الإسلامي، ويقضون عليهم في ساعات أو في لـمح من البصر، ولكن خاب ظنهم ووقع ما لم يحتسبوا، فهزم المجاهدون في غزة ذلك الجيش الذي يظن الناس أنه رابع قوة في العالم، وأنه يملك ما يملك من الأسلحة والقبعات الحديدية الفاشلة، فوقع ما لم يحتسبوا وفوجئوا بقوة تحت الأرض وفوقها، فداس المجاهدون على رقاب جنود هذا الجيش وأسروا كبار ضباطهم وجنودهم وأسروا ما أسروا ودمروا دباباتهم بصواريخ لم يكونوا يظنون أنها تدمرها فخابوا وخسروا، فهؤلاء المجاهدون يصنعون أسلحتهم بأنفسهم ويملكون القدرات التقنية والعلمية، والمهارات العسكرية ووراء ذلك كله الإرادة والإخلاص والثقة بالله أنهم منتصرون، وأن عاقبة الظالمين الهوان والذل، فأذل هؤلاء المجاهدون هذا الجيش وألقوا في قلوبهم الرعب والفزع، فأخذوا يفرون ويتخفون وراء الدبابات ويلجأون إلى المباني التي هدموها بطائرات، وأصبحت بعض دباباتهم يلعب بها الصبيان من فوقها، مع أنهم كانوا يهدمون الديار على ساكنيها إلا أنهم عجزوا عن مواجهة المجاهدين الأسود في إقدامهم وشجاعتهم وإيمانهم وطالت صواريخ المجاهدين تل أبيب وغيرها، فتعطلت الحياة في مدن هذا الكيان وتعطل المطار، وذهبت السياحة من ديارهم وبعض الشركات الاستثمارية ونزلت قيمة العملة وضعف الاقتصاد وشاع الرعب في السكان والجيوش، والسياسيين الكذابين، فدعوا إلى محو غزه بالقوة الذرية ودعوا المواطنين إلى حمل السلاح، فإن هؤلاء المستوطنين إن هم إلا جنود يقتلون الفلسطينيين، ويقطعون أشجارهم وينهبون أراضيهم ويستولون على ديارهم.
إن قتلة الأنبياء أصبحوا اليوم يقتلون الأطفال ويمنعون عن غزة الغذاء والدواء والكهرباء والماء والنفط، ويقومون بإبادتهم الجماعية، وبذلك فضحوا أنفسهم وتفطنت الشعوب الغربية إلى كذبهم وأدركوا جرائمهم فتظاهروا في نيويورك وواشنطن ولندن وإسبانيا وغيرها فخربوا بيوتهم بأيديهم وكشفوا عن جرائمهم.

أ. د. عمار طالبي/