وجه الأمين العام أنطونيو غوتيريش تحذيرا قويا لقادة العالم، من أن البشرية دخلت عصرا قاسيا من الاضطرابات المتهورة والمعاناة الإنسانية المتواصلة، في ظل انهيار ركائز السلام وتآكل المبادئ التي تأسست عليها المنظمة الدولية قبل 80 عاما.
وقال غوتيريش في كلمته خلال افتتاح أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة: إن “ما نناقشه هنا هو مسألة حياة أو موت لملايين البشر”، راسما صورة قاتمة عن النظام العالمي.
وأضاف: أهوال غزة تقترب من عامها الثالث، وهي نتيجة قرارات تتحدى أبسط المبادئ الإنسانية، واصفا نطاق الموت والدمار هناك بأنه “يتجاوز أي صراع آخر”، مؤكدا أنه لا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني والتدمير الممنهج لمقدرات حياته.
وقال إنه ورغم التدابير المتخذة من قبل محكمة العدل الدولية، فإن المجاعة باتت واقعا في غزة، وإنه يجب تنفيذ هذه التدابير فورا.
كما حذّر غوتيريش من أن خفض الدعم المالي للمساعدات الإنسانية يسبب فوضى، قائلا: “خفض مساعدات التنمية يسبب فوضى، ويحكم بالإعدام على كثيرين، ويمثل سرقة لمستقبل عدد أكبر”، من دون أن يذكر بالاسم الولايات المتحدة التي خفضت بشكل ضخم الدعم الذي تقدمه للمؤسسات الدولية منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وأضاف غوتيريش في كلمته “في مفارقة في زماننا: نعرف ما الذي نريده إلا أننا ننزع طوق النجاة نفسه الذي يجعل (الحصول على) ذلك ممكنا”.
وأشار إلى الأزمات المتفاقمة في عدد متزايد من البلدان وحذّر من خطر انتشار الأسلحة النووية.
وقال إن “العديد من الأزمات تتواصل دون رادع فيما يهيمن الإفلات من العقاب، والخروج عن القانون يمثل عدوى تقود إلى الفوضى وتسرّع الإرهاب وأخطار (الأسلحة) النووية المتاحة للجميع”.
وحذّر من أن “أسس السلام.. تتضعضع تحت ثقل الإفلات من العقاب وانعدام المساواة واللامبالاة”.
وأكد أنه “حول العالم، نرى بلدانا تتصرف وكأن القواعد لا تُطبّق عليها، بينما نرى بشرا يُعاملون وكأنهم أقل من البشر”.
وتوقف عند الأزمة في السودان قائلا إن “المدنيين يقتلون ويجوّعون ويتم إسكاتهم”.
وختم غوتيريش كلمته بدعوة قادة العالم إلى “اختيار الاستثمار في الأمم المتحدة”، قائلا: “يجب ألا نختار الاستسلام، وهذا هو وعدي لكم من أجل السلام والعدالة والإنسانية”.
اقرأ المزيد عبر المركز الفلسطيني للإعلام: