جميع الحقوق محفوطة لموقع الشبكة الجزائرية نت 2008 .. 2025
الرئيسية 8 الشبكة الاخبارية 8 تقارير ودراسات 8 على خطى جده.. حفيد الرنتيسي يجدد رمزية المقاومة الفلسطينية في غزة

على خطى جده.. حفيد الرنتيسي يجدد رمزية المقاومة الفلسطينية في غزة

على خطى جده، ودّعت، غزة الشهيد الشاب عبد العزيز الرنتيسي، حفيد القائد المؤسس في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” د. عبد العزيز الرنتيسي، الذي اغتالته طائرات الاحتلال عام 2004.

ويمثل حفيد الرنتيسي جيلًا جديدًا من الفلسطينيين الذين نشأوا تحت ظلال الحروب المستمرة على غزة منذ الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، ما يجعل استشهاده يحمل دلالة رمزية من الناحية الاجتماعية السياسية، لجيل لم ينسلخ عن هوية المقاومة.

والده محمد عبد العزيز الرنتيسي، نعاه بكلمات مؤثرة عبر منصة “إكس”، قائلاً: “الحمد لله الذي أكرمني باستشهاد فلذة كبدي وحبيبي… ابني البكر (عبد العزيز) مقبلاً غير مدبر… لا أقول إلا ما يرضي ربنا (إنا لله وإنا إليه راجعون)”.

ونعى ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي الشهيد الشاب الذي سار على خطى جده، وكتب محمود العيلة: ” هل تذكرون أسد فلسطين، الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، الذي اغتاله الاحتلال بطائرات الأباتشي كما كان يتوقع ويتمنّى في هذا الفيديو الشهير؟ استشهد اليوم حفيده مقبل غير مدبر على درب جدّه. إنّه ليس ثأركَ وحدكَ، لكنهُ ثأر جيلٍ فجيل.!”

وقال الكاتب السياسي ياسر الزعاترة: ” الرنتيسي من أعظم ما أنجبت فلسطين من أبطال. إنه البطل الرمز عبد العزيز الرنتيسي (استشهد 2004). على خطاه مضى حفيده”.

وكتب الباحث السياسي علي أبو رزق: “هذا الفتى حفيد أسد فلسطين، ارتقى عند خطوط المواجهة الأمامية، مقبلاً غير مدبر، لم يغيّر ولم يبدل، على طريق جده وأصحاب جده ورفاق جده، مقاتلا مشتبكا، حتى الرمق الأخير والرصاصة الأخيرة”.

الرنتيسي الذي ارتبط تاريخياً بالمقاومة عاد ليتصدر المشهد مع استشهاد الحفيد، ليجدد رمزاً عائلياً ارتبط بالتضحيات في مسيرة الشعب الفلسطيني الطويلة نحو الحرية.

ويعد الرنتيسي الملقب فلسطينيا بـ”أسد فلسطين”، أحد الرموز التاريخية للمقاومة الفلسطينية، فقد أسس مع الشيخ الشهيد أحمد ياسين حركة حماس في غزة، وكان مؤمناً بالمقاومة المسلحة كوسيلة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق الحرية والاستقلال للشعب الفلسطيني.

وخلال مسيرته النضالية، قاد الرنتيسي العمليات السياسية والعسكرية، وكان رمزاً للصمود الفلسطيني أمام آلة القمع الإسرائيلي، إذ خاض تجارب متكررة من الاعتقال في سجون الاحتلال، ولدى السلطة الفلسطينية، وبرز كناطق باسم المبعدين إلى مرج الزهور في جنوب لبنان عام 1992.

وكان الرنتيسي الجد “من أشد المؤمنين بعمليات خطف جنود الاحتلال والداعمين لها من أجل مبادلتهم بأسرانا في السجون، ولكي يذكر نفسه دوما بقضية الأسرى ومعاناتهم، كان لديه ألبوم صور لأسرى، رافقوه فترات الاعتقال، يحرص على رؤيته باستمرار”، كما تخبر زوجته.

نجا الرنتيسي من محاولة اغتيال في يونيو/حزيران 2003 لما أطلقت طائرة إسرائيلية صاروخا على السيارة التي كان يستقلها في قطاع غزة، لكنه أصيب بجروح فقط. وفي 22 مارس/آذار 2004 تولى قيادة حركة حماس بعد اغتيال زعيم الحركة الشيخ أحمد ياسين، ليلتحق به بعد أقل من أشهر حيث اغتيل في 17 إبريل/ نيسان 2004، بعد إطلاق مروحية إسرائيلية صاروخا على سيارته في قطاع غزة.

ترك الرنتيسي إرثاً عميقاً من التضحية والتمسك بالمقاومة، لا يزال حياً في نفوس الفلسطينيين، لاسيما طلبة الجامعات الذين عاصروه، وأسرته التي حملت راية الكفاح بعده، حيث لا تزال ترفض النزوح من مدينة غزة. وعد نجله محمد المكوث في المدينة ورفض مغادرة أحيائهم المحاصرة شكلًا من أشكال المقاومة المدنية، التي تعكس تمسكهم بالأرض والهوية الوطنية ورفضهم سياسة التهجير القسري التي ينتهجها الاحتلال.

وقال محمد الذي نشط طيلة فترة الحرب عبر منصات التواصل الاجتماعي، إن البقاء في هذه الظروف الصعبة ليس مجرد تحدٍ للخطر العسكري، بل رسالة رمزية للعالم تؤكد أن الشعب الفلسطيني لن يرضخ للإكراه أو يتخلى عن حقه في أرضه، وهو جزء من صمود جماعي يُشكل خط دفاع معنوي ضد محاولات الاحتلال لتفريغ المدن من سكانها.

المركز الفلسطيني للإعلام

 

عن الشبكة نت

arالعربية
جميع الحقوق محفوطة لموقع الشبكة الجزائرية نت 2008 .. 2025