تسابق قوات الاحتلال الإسرائيلي الزمن لتنفيذ مخطط “إي 1” الاستيطاني، الذي يمتد على مساحة تقارب 12 كيلومترا مربعا شرق القدس المحتلة، في محاولة لربط مستوطنة “معاليه أدوميم” بالمدينة وعزلها عن محيطها الفلسطيني، وفرض واقع ديمغرافي جديد في المدينة المحتلة.
ويعود طرح المخطط إلى تسعينيات القرن الماضي، ويمثل حجر الزاوية في مشروع ما يسمى “القدس الكبرى” الإسرائيلي، ويهدف إلى تقطيع أوصال الضفة الغربية وتحويلها إلى جيوب منفصلة، ما يجهض أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية متصلة جغرافيا.
النص المحرر والمطوّر
يقع مخطط “إي 1” بين مستوطنتي “معاليه أدوميم” و”بسجات زئيف” في مناطق (ج) الخاضعة بالكامل للسيطرة الإسرائيلية، ويمتد على أراضٍ من بلدات عناتا والعيساوية والزعيم والعيزرية وأبو ديس، وهي مناطق تشكل الامتداد الحيوي لشرق مدينة القدس.
تبلغ مساحته نحو 12 ألف دونم، ويهدف إلى خلق تواصل عمراني واستيطاني مباشر بين “معاليه أدوميم” والقدس، بما يفصل المدينة عن الضفة الغربية ويعزل شمالها عن جنوبها.
الخلفية التاريخية
بدأت الخطوات العملية للمخطط بعد احتلال القدس عام 1967، حين أسست حكومة إسحاق رابين عام 1975 مستوطنة “معاليه أدوميم” شرق المدينة، التي تحولت لاحقًا إلى واحدة من أكبر وأسرع المستوطنات نموا في الضفة الغربية.
في أوائل التسعينيات، طرح أرييل شارون خطة لتوسيع المستوطنة عبر بناء آلاف الوحدات السكنية وفنادق ومناطق صناعية، إلا أن المفاوضات السياسية آنذاك جمدت التنفيذ مؤقتًا.
عاد المخطط إلى الواجهة عام 1994 باسم “إي 1” ليشمل السيطرة على 12,500 دونم، وإقامة منطقة صناعية على كيلومتر مربع، وبناء 4 آلاف وحدة استيطانية و10 فنادق.
رغم الضغوط الدولية التي حالت دون تنفيذه الكامل في سنوات لاحقة، فإن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أبقت على التخطيط، وواصلت تجهيز البنية التحتية بطرقٍ ومرافق تخدم المشروع.
المخططات الفرعية
ضمن المشروع الرئيسي، أقر الاحتلال عدة مشاريع فرعية، من أبرزها:
الاستيلاء على 1,350 دونم لبناء منطقة صناعية شمال غرب “إي 1” (2002).
إقامة مقر لشرطة الاحتلال على 180 دونم (2005).
مصادرة 500 دونم من أراضي عناتا ومخيم شعفاط لتحويلها إلى مكب نفايات.
إنشاء آلاف الوحدات السكنية وغرف فندقية وحدائق توراتية، منها مخطط لبناء 3,401 وحدة استيطانية جديدة.
مشروع “نسيج الحياة”
يتضمن شق طرق التفافية للفلسطينيين تبعدهم عن المرور عبر المستوطنات، أبرزها طريق بديل يربط العيزرية بالزعيم، وآخر يصل إلى الخان الأحمر شرق القدس، بينما تخصص الطرق الرئيسية للمستوطنين لربط “معاليه أدوميم” بالقدس.
آلية التنفيذ وأهدافه
تعتمد إسرائيل على مصادرة الأراضي، هدم المنازل، وتهجير التجمعات البدوية في المنطقة، وخاصة الخان الأحمر والسفوح الشرقية، مع منع أصحاب الأراضي من الوصول إليها.
الهدف الأوسع هو ضم “معاليه أدوميم” رسميًا إلى إسرائيل، وفصل القدس عن محيطها الفلسطيني، وتغيير التوازن الديمغرافي لمصلحة المستوطنين، وقطع التواصل الجغرافي بين شمال الضفة وجنوبها.
كما يشكل المخطط جزءًا أساسيًا من مشروع “القدس الكبرى” الذي تبلغ مساحته نحو 600 كيلومتر مربع، أي ما يقارب 10% من مساحة الضفة الغربية.
الموقف الدولي
قوبل المخطط بإدانة فلسطينية واسعة، ورفض واسع من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية، التي حذرت من أنه يقوض حل الدولتين ويشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
المركز الفلسطيني للإعلام