جميع الحقوق محفوطة لموقع الشبكة الجزائرية نت 2008 .. 2025
الرئيسية 8 الشبكة الاخبارية 8 تقارير ودراسات 8 استئناف الحرب على غزة وأوهام التصفية النهائية للقطاع

استئناف الحرب على غزة وأوهام التصفية النهائية للقطاع

منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؛ انقشع غبار المعارك ليعلو بدلاً منه غبار معارك من نوع آخر؛ معارك، أو بالأحرى مؤامرات سياسية من جانب الصهاينة وداعميهم؛ تهدف إلى تصفية غزة برمتها عبر طرُق كل منها أمرّ وأنكى من الآخر، وهي جميعا لا تعدو كونها محاولات إجرامية ليحققوا بالمؤامرات ما أعجزتهم البطولات الأسطورية للمجاهدين عن تحقيقه بفوّهات الميركافاه؛ التي حطمها المجاهدون وأسقطوا هيبتها ومرّغوا اسمها في أوحال الهزيمة. 

ثم، وعلى حين غِرة، وعلى الرغم من التزام مجاهدينا باتفاق إيقاف الأعمال العسكرية -عن التزام أخلاقي بالعهود وليس عن ضعف؛ استأنف العدو الصهيوني حربه على غزة قبل بضعة أيام، وهو ما دعانا إلى استعراض صحافته للتعرف على أهدافهم من استئناف الحرب. 

نبدأ بالموقع الإخباري الشهير “واللا”؛ الذي نشر تقريراً عن استئناف حكومته للحرب؛ جاء فيه: “قررت الحكومة تجديد الحرب عشية تجدد الاحتجاجات الشعبية ضدها بسبب خطواتها الرامية إلى تعزيز الانقلاب القانوني وإلحاق الضرر بالمؤسسات الديمقراطية.. ولم تكن الحكومة “الإسرائيلية” تنوي قط تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه في الأسبوع الأخير من ولاية إدارة بايدن بشكل كامل، لكنها انتهكته بشكل أكبر مما كان متوقعاً”. 

من جانبه، كتب عودد عيلام، الباحث في “مركز القدس للشؤون الخارجية والأمنية”؛ قائلاً: “جاء قرار استئناف القتال بالإجماع على المستويين السياسي والأمني؛ ما يشير إلى أهميته الإستراتيجية، والآن أصبح الجمهور “الإسرائيلي” مطالباً بإظهار الوحدة والتضامن؛ مع تجنب الخطاب السياسي الانقسامي الذي من شأنه أن يضعف تأثير هذه الخطوة ويعزز مطالبات “حماس” على الساحة الدولية. 

“إسرائيل” لا تُجرّ إلى فخّ “حماس” الزمني، ولا تسمح لها بتحديد قواعد اللعبة، بل تكسر السلوك النمطي، وتتصرف وفق توقيتها، وتُملي شروطها من جديد، هناك ما يدعو للاعتقاد بأن هذه الخطوة ستجلب “حماس” إلى طاولة المفاوضات، مع إدراكها أن قواعد اللعبة قد تغيرت، وكما قال نابليون بونابرت: “ضربة مفاجئة ومؤلمة أفضل من مائة محادثة عديمة الفائدة”. 

كما كتب شاي ليفي في السياق ذاته ما نصه: “يقول الجيش: إن الهدف هو الضغط على “حماس” بعد أن رفضت كل العروض لإطلاق سراح الرهائن، موضحاً أن الهجوم سيستمر طالما كان ذلك ضرورياً وسيتوسع إلى ما هو أبعد من العمليات الجوية.. ونقلت مصادر أمنية رسالة هذا الصباح مفادها أن “إسرائيل” عائدة إلى المفاوضات تحت وطأة إطلاق النار، وإذا أرادت “حماس” العودة إلى وقف إطلاق النار، فعليها إطلاق سراح الرهائن”. 

يستطرد ليفي قائلاً: “إن العملية المركّبة التي نفذها سلاح الجو والمخابرات العسكرية وجهاز الأمن العام (الشاباك) هدفت إلى المباغتة بالتوازي مع زيادة فرص القضاء على أكبر عدد ممكن من الإرهابيين، لا سيما القادة الميدانيين للسرايا والكتائب التي أعيد تشكيلها، وكذلك الشخصيات البارزة في المنظمة الإرهابية، وخاصة في الجناح السياسي والوحدات المسؤولة عن آليات الحكم في حماس”. 

ثم يضيف: “في جميع الإحاطات التي يقدمها الجيش والمنظومة الأمنية، يؤكدون أن الهدف هو ممارسة ضغوط شديدة على “حماس”، حتى تعود إلى الاتفاق، لكن على المستوى الرسمي يعلن رئيس الوزراء ووزير الدفاع أنهما أصدرا تعليمات للجيش بالعمل على إيقاع الهزيمة التامة بحماس”، كما حدده المستوى السياسي في أهداف الحرب الأصلية”. 

أما موقع “كلكاليست” فقد أورد تقريراً حول الأمر ذاته، ومما جاء فيه: “أعلن مكتب رئيس الوزراء “الإسرائيلي” مساء اليوم (الاثنين إلى الثلاثاء) أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس أوعزا لجيش الدفاع بالتحرك بقوة ضد منظمة “حماس” الإرهابية في قطاع غزة، بعد أن رفضت مراراً وتكراراً إطلاق سراح رهائننا ورفضت جميع المقترحات التي تلقتها من مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف ومن الوسطاء.. في هذه الأثناء، قدم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بموافقة مكتب النائب العام، طلباً لإلغاء شهادته اليوم في آلاف القضايا المتهم فيها، بسبب شن الغارة الجوية المفاجئة ضد “حماس” في قطاع غزة. ووافق القضاة على طلب نتنياهو، وتم إلغاء الجلسة”. 

واختُتم التقرير بهذا الخبر المعبّر: “في الوقت نفسه، صرّحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، لقناة “فوكس نيوز بأن إدارة ترمب والبيت الأبيض قد تلقيا إحاطة من “إسرائيل” بشأن تجدد القتال في قطاع غزة. وقالت ليفيت: أوضح ترمب أن “حماس” و”الحوثيين” وإيران، وكل من يسعى إلى ممارسة الإرهاب ليس فقط ضد “إسرائيل”، بل ضد الولايات المتحدة أيضاً، سيدفع الثمن”، وأضافت: “باب الجحيم سيُفتح على مصراعيه”، ينبغي على جميع الإرهابيين في الشرق الأوسط أن يأخذوا ترمب على محمل الجد، إنه لا يخشى من الوقوف إلى جانب حليفتنا إسرائيل”. 

والقول بأن نتنياهو استأنف الحرب ليؤجل مثوله أمام القضاء؛ فمع أن هذا الأسلوب غير مستبعد عن شخص مثله؛ لكنه لا يصلح وحده تفسيراً لاستئناف حرب خسر جولتها الأولى؛ ممّا يرجّح خسارتها حتى النهاية، ويكفي رداً على كل هذه التحايلات ما أورده موقع “واللا” من أن الحكومة “الإسرائيلية” لم تكن تنوي قط تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه! إذن ثمة دوافع أخرى لا يريد العدو الصهيوني الإفصاح عنها؛ وفيما يلي استكناه حقيقتها. 

مما نعلمه تاريخياً عن ذهنية العدو الصهيوني أولاً، ومن خلال التحليل المتأني لمسار الأحداث وطبيعة التحركات؛ لا سيما مخططاتهم التي أفصحوا عنها بكل وضوح لتصفية القطاع بأكمله؛ عبر تفريغه من سكانه، أو بطرُق أخرى مشابهة، نستطيع القول: إن استئناف العدو حربه على غزة في سياق الأحداث الذي نعرفه جميعاً؛ لا يخرج عن سببين: 

فإما أن الصهاينة وبعد أن أدركوا عجزهم عن كسر إرادة المجاهدين وبتر أذرعهم العسكرية، وبعد أن اعتقدوا أنهم قد مهّدوا الرأي العام عربياً ودولياً، حسب اعتقادهم، لتصفية قضية غزة برمتها عبر تهجيرهم إلى الخارج، أو عبر حلول أخرى، نقول: إما أنهم بسبب هذا وذاك أقدموا على حرب شعواء لفرض الحل الذي اختاروه على أهل القطاع فرضاً؛ تحت لهيب النيران وآلة التدمير التي لا تفرق بين الحجر والبشر. 

وإما أنهم أيقنوا أنه ليس في مقدورهم ولا في مقدور داعميهم تحقيق مآربهم في تصفية القطاع في المرحلة الحالية، وأنه لا سبيل إلا التهدئة المؤقتة المراوِغة؛ حتى يحين الظرف الملائم لتحقيقها أو للبحث عن طرق أخرى لوضعها موضع التنفيذ؛ غير أن المعتدي بكبريائه الزائف الآثم وغطرسته يأبى إلا أن تكون مدافعه هي آخر من يصمت، بل وسيأتي صمتها في الغالب نتيجة توسلات وجهود قد تُبذل في الأيام القادمة. 

دون مقدمات لا تحتملها الأحداث الملتهبة، واستكمالاً للمقال السابق نقول: إن الهدف الرئيس من استئناف الحرب بكل هذه الوحشية إنهاء أمر القطاع للأبد، وهو ما نطقت به وسائل إعلامهم والتي تفيد بأنهم يسعون لبلوغ هذه الغاية القذرة عبر واحد من طريقين:

أولاً: إفراغ القطاع من سكانه (التهجير):

فكرة التهجير قائمة في أذهان الصهاينة منذ ما يقرب من 9 عقود، وهو ما ذكره أيضاً زلمان شوفال، سفير «إسرائيل» السابق في واشنطن، في مقال نُشر في فبراير الماضي على صفحات جريدة «معاريف»، ومما جاء فيه: إن فكرة نقل السكان من غزة لم تولد على يد دونالد ترمب، ولا حتى سموتريتش، بل وُلدت في أوساط حركة العمل الصهيونية عام 1937م، عندما تطرق أحد كبار قادتها، بيريل كتسنلسون، إلى وجود العرب في أرض «إسرائيل» بوجه عام قائلًا: أن يكون لنا جار بعيد خير من أن يكون لنا عدو قريب، في الحساب النهائي لن يخسروا شيئاً من خلال نقلهم، ونحن بالتأكيد لن نخسر، هي عملية إصلاح سياسي تصبّ في صالح الطرفين، إن هذا هو أفضل الحلول: النقل إلى خارج أرض «إسرائيل»، لكن هذا لم يتحقق في نهاية المطاف(1).

هذا يعني أننا إزاء مشروع شيطاني قديم، غاية الأمر أن الظروف والأوضاع لم تسمح سابقاً لوضعه موضع التنفيذ، فعملوا على إحيائه توهماً منهم أن الوقت والظرف الراهنين مناسبان لتحقيقه.

في هذا السياق، وبعد انطلاق «طوفان الأقصى» بنحو أسبوعين، كتب أميتي جازي، على موقع «كلكاليست: إن الحكومة «الإسرائيلية» تدفع حالياً بأفكار جديدة تتعلق بقطاع غزة، وبحسب وثيقة حصل عليها، فإن وزيرة الاستخبارات جيلا جمليئيل توصي بنقل سكان غزة إلى سيناء في نهاية الحرب، هذه الوثيقة تحمل شعار وزارة الاستخبارات، ويتم تداولها في النقاشات الداخلية بين الوزارات الحكومية، ولم يكن مقرراً أن يصل الأمر إلى الرأي العام، لكنه وصل إلى مجموعة تعمل حالياً على إنشاء حركة تُدعى قيادة الاستيطان- قطاع غزة التي تسعى إلى إعادة الاستيطان إلى غزة.

ثم يضيف: وينطوي هذا المسار على 3 مراحل: إنشاء مدن خيام في سيناء جنوب غرب قطاع غزة، وإنشاء ممر إنساني لمساعدة السكان، وأخيرًا بناء مدن في شمال سيناء، وبالتوازي مع هذا سيتم إنشاء منطقة مؤمَّنة بعرض عدة كيلومترات في عمق الأراضي المصرية جنوب الحدود مع «إسرائيل»، حتى لا يتمكن السكان الذين تم إجلاؤهم من العودة(2).

أضحت فكرة التهجير هوساً ملازماً لهم، وإن اختلفوا في التفاصيل الفرعية، إذ اقترح بعضهم فكرة التهجير الطوعي مع توزيع سكان القطاع على عدد من دول العالم وليس إلى سيناء حصراً، من بينهم على سبيل المثال رام بن باراك، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن السابق وعضو الكنيست عن حزب يِش عتيد، وداني دانون، عضو الكنيست عن حزب الليكود وهو سفير سابق للكيان الصهيوني لدى الأمم المتحدة، اللذان أعلنا عن مبادرة تقترح الهجرة الطوعية لجميع أبناء غزة موزعين على دول العالم كحل مناسب لمشكلة القطاع، وذلك في مقال مشترك لهما نشرته الصحيفة الأمريكية «وول ستريت جورنال»، في 14/ 11/ 2023م، طبقاً لما ذكره الموقع الإخباري العبري «كيكار هشبات»(3).

وقد أعلنت بعض الشخصيات الرسمية الكبيرة داخل الكيان آنذاك عن تأييدها للمبادرة بشدة، من بينهم وزير المالية سموطتريتش، الذي نقل عنه ذات الموقع السابق أيضاً ترحيبه الشديد بالمبادرة بقوله: إن الهجرة الطوعية واستيعاب عرب غزة في دول العالم حل إنساني ينهي معاناة اليهود والعرب على حد سواء، ثم أوضح قائلاً: أرحب بمبادرة عضوي الكنيست رام بن باراك، وداني دانون، عن الهجرة الطوعية لعرب غزة إلى دول العالم، إن هذا هو الحل الإنساني المناسب لسكان غزة والمنطقة بأكملها بعد 75 عاماً من اللجوء والفقر والأخطار.

ثم ختم بقوله: لن تكون دولة «إسرائيل» قادرة بعد الآن على التسليم بوجود كيان مستقل في غزة، الذي يرتكز، كما ذكرنا، بشكل متأصل على كراهية «إسرائيل» والرغبة في تدميرها(4).

ومن الشخصيات البارزة المؤيدة لعملية التهجير الطوعي أيضاً يسرائيل كاتس، وزير دفاع الكيان، الذي ذكر موقع الأخبار «الإسرائيلي» الشهير «واللا»، أنه قرر في فبراير الماضي إنشاء مديرية في وزارة الدفاع تكون مسؤولة عن تنفيذ عملية النقل من القطاع، وأنه من المتوقع أن تضم المديرية ممثلين عن الوزارات الحكومية الأخرى والأجهزة الأمنية.

كما أورد الموقع أنه تم تقديم خطة أولية حول الموضوع من قبل منسق أعمال الحكومة في المناطق، التي تم إعدادها بناء على طلب وزير الدفاع، ونقل عن مكتب كاتس قوله: إن الخطة تتضمن مساعدات واسعة النطاق تسمح لأي مقيم في غزة يرغب في الهجرة طواعية إلى دولة ثالثة بالحصول على ظرف يحوي، من بين ما يحويه، ترتيبات خروج خاصة عن طريق البحر والجو والبر(5).

ثانياً: تولَّي مصر إدارة القطاع:

المسار، أو الخيار الثاني المطروح في أوساط الصهاينة، يتمثل في تولي مصر الإدارة الداخلية الكاملة لشؤون القطاع، من أبرز من طرحوا هذا الخيار يائير لبيد، زعيم المعارضة في الكيان الإجرامي، في فبراير الماضي، وذلك طبقاً لما أورده الموقع الإخباري المعروف «بحدري حرديم» آنذاك، ناقلاً عن لبيد فحوى اقتراحه: تضطلع مصر بمسؤولية إدارة قطاع غزة لمدة 15 عامًا، وفي الوقت ذاته، يتولى المجتمع الدولي وحلفاؤه الإقليميون سداد ديونها الخارجية، خلال هذه الفترة سيُعاد إعمار غزة وتُهيأ الظروف لإقامة حكم ذاتي. ستكون مصر اللاعب الرئيس وستشرف على إعادة الإعمار؛ ما سيعزز اقتصادها بشكل أكبر(6).

هذا يعني أنهم اتخذوا القرار باغتيال القطاع، سواء كان بالتهجير، أو بالخيار الثاني، وأن استئنافهم الحرب على غزة ليست سوى لهذا الغرض اللعين.

لكن، ومع أن الأوضاع والمواقف الدولية والإقليمية في معظمها تقف في خندق العدو، ومع أن أغلب القوى الكبرى منها لا تكتفي بدعم العدو سياسياً ومعنوياً ودعائياً، بل تمده بكافة أشكال الدعم العيني، فأبطال غزة ما زالوا ثابتين صامدين شامخين قابضين على الجمر، ضاربين مثالاً قلَّ نظيره في البطولة والجهاد، ويكفيهم أن الله مطّلع على جهادهم وصبرهم وتضحياتهم، وهو سبحانه حسيبهم، وهو القائل جلّ في علاه: (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الحج: 40).

__________________________

(1) שובל, זלמן: עזה כנטל: טראמפ מבין את מה שישראל מסרבת להודות, מעריבת, 11/02/2025.

(2) גזית, אמיתי: ההצעה של שרת המודיעין: טרנספר של תושבי עזה לסיני, כלכליסט, 24-10-2023.

(3) אטינגר, קובי, אתר החדשות כיכר השבת, 14-11-2023.

(4) אטינגר, קובי: סמוטריץ’ מגיב ליוזמת ‘הטרנספר’: הפתרון היחיד לקץ הסבל, כיכר השבת 14-11-2023.

(5) בוחבוט,אמיר: שר הביטחון ישראל כץ: תוקם מנהלת מיוחדת לביצוע הטרנספר לתושבי עזה, וואלה, 17-2-2025.

(6) חבר, אביחי: לפיד בוושינגטון: מצרים תנהל את עזה, הקהילה הבינלאומית תמחק את חובותיה, אתר בחדרי חרדים, 25-2-2025.

 

 

 

 

د. مصطفى حسانين نصار

عن الشبكة نت

اضف رد

arالعربية
جميع الحقوق محفوطة لموقع الشبكة الجزائرية نت 2008 .. 2025