موقف الدول العربية من أطماع «إسرائيل الكبرى»

أثارت تصريحات رئيس وزراء كيان الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو حول «إسرائيل الكبرى» موجة تنديد عربية واسعة، حيث اعتبرت جامعة الدول العربية وفلسطين ودول خليجية والأردن ومصر هذه التصريحات تهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي وللسيادة الوطنية للدول العربية.

وأكدت هذه الدول أن هذه الرؤية التوسعية تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وتستدعي موقفًا عربيًا جماعيًا حازمًا لمواجهة محاولات تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة.

استباحة لسيادة دول عربية

من جهتها، أدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تصريحات نتنياهو حول اقتطاع أجزاء من أراضٍ عربية، معتبرة إياها استباحة للسيادة الوطنية ومحاولة لتقويض الأمن الإقليمي.

وأكدت، في بيان رسمي، أن هذه التصريحات تمثل تهديدًا للأمن القومي العربي، وتحديًا صريحًا للقانون الدولي، مشيرة إلى أن هذه الرؤية التوسعية تعكس «عقلية متطرفة غارقة في أوهام استيطانية».

ودعت الأمانة العامة المجتمع الدولي، ممثلاً في مجلس الأمن، إلى التحرك الفوري لوقف هذه التصريحات ودرء خطرها على الاستقرار الإقليمي.

بدورها، اعتبرت رئاسة السلطة الفلسطينية تصريحات نتنياهو تصعيدًا خطيرًا ومستمراً لسياسة الإبادة والتهجير، وشددت الرئاسة الفلسطينية ووزارة الخارجية على التزام فلسطين بالشرعية الدولية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م، مؤكدة رفضها المساس بسيادة أي دولة عربية.

كما أعربت مصر عن إدانتها للتصريحات، وطالبت بإيضاحات حولها، معتبرة أنها تثير عدم الاستقرار وتعكس توجهًا رافضًا للسلام، وأكدت «الخارجية المصرية» أن العودة للمفاوضات وإيقاف الحرب على غزة هي السبيل الوحيد لتحقيق السلام وإقامة الدولة الفلسطينية.

من جانبها، أدانت المملكة العربية السعودية تصريحات نتنياهو بأشد العبارات، مؤكدة رفضها التام للمشاريع الاستيطانية والتوسعية، ومشددة على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وحذرت المجتمع الدولي من العواقب الوخيمة لانتهاكات الاحتلال.

وأعربت قطر عن إدانتها الشديدة للتصريحات، واعتبرت أن هذه التصريحات امتدادٌ لنهج الاحتلال في تأجيج الأزمات والتعدي على سيادة الدول، مشددة على ضرورة تضامن المجتمع الدولي لمواجهة هذه الاستفزازات.

كما اعتبر الأردن تصريحات نتنياهو تصعيدًا استفزازيًا خطيرًا، ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك لدرء تداعيات هذه التصريحات وحماية أمن المنطقة واستقرارها.

وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأردنية سفيان القضاة، في تصريحات نقلتها «وكالة الأنباء الرسمية» (بترا)، أن المملكة ترفض رفضا مطلقاً هذه التصريحات التحريضية.

وشدد القضاة على أن هذه الأوهام العبثية التي تعكسها تصريحات المسؤولين «الإسرائيليين» لن تنال من الأردن والدول العربية، ولا تنتقص من الحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني.

ماذا طلبت «حماس» من العرب بشأن أطماع نتنياهو؟

من جانبها، أكدت حركة «حماس» أن تصريحات نتنياهو تكشف خطورة الكيان الصهيوني على دول وشعوب المنطقة ومخططاته التوسعية التي لا تستثني أي دولة.

وأشارت الحركة إلى أن تأكيد نتنياهو أنه في «مهمة تاريخية وروحية» لتحقيق هذه الرؤية الشيطانية والإجرامية يعكس حالة من الجنون والهذيان التي تسيطر على سلوك الحكومة «الإسرائيلية» المتطرفة، التي تقود حرب إبادة وتجويع وحشية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وتسعى لتوسيع عدوانها على دول المنطقة.

وأكدت الحركة أن هذه التصريحات الفاشية تستدعي مواقف عربية واضحة، تشمل دعم صمود الشعب الفلسطيني، وإسناد أهل غزة، وقطع العلاقات وسحب السفراء من الكيان الصهيوني، ووقف كل خطوات التطبيع، والتوحد خلف خيار مواجهة الاحتلال والتصدي لمخططاته.

ودعت «حماس» المجتمع الدولي إلى إدانة هذه التصريحات، والتحرك لوقف العدوان «الإسرائيلي»، وحماية المدنيين الأبرياء في غزة، ومنع توسيع العدوان «الإسرائيلي» بما يهدد الأمن الإقليمي والدولي.

سيف باكير