بقلوب يعتصرها الحزن، ودّعت الأوساط الثقافية والفكرية الإسلامية والعربية المفكر الإسلامي والأديب الناقد د. حلمي محمد القاعود، أستاذ البلاغة والنقد، أحد أبرز رموز الأدب الإسلامي، عن عمر ناهز 79 عامًا، بعد معاناة طويلة مع المرض، وذلك عصر يوم الثلاثاء 13 مايو 2025م، في قريته المجد بمركز الرحمانية بمحافظة البحيرة شمالي العاصمة المصرية القاهرة.
وقد وُوري جثمانه الثرى في قريته مسقط رأسه قرية المجد مركز الرحمانية محافظة البحيرة شمالي العاصمة المصرية القاهرة، وسط أجواء من الحزن العارم، خاصة بين تلامذته وقرائه ومتابعيه ومحبيه الذين عرفوه كصوت جريء ومدافع شرس عن الإسلام والهوية.
سيرة فكرية وأدبية حافلة
وُلد د. حلمي القاعود في 5 أبريل 1945م، ودرس اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب بجامعة القاهرة، وحصل على الدكتوراة في البلاغة والنقد الأدبي والأدب المقارن بكلية دار العلوم بنفس الجامعة عام 1986م.
عمل أستاذاً مشاركاً بكلية المعلمين بالرياض بين عامي 1989 و1994م، ثم شغل رئاسة قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة طنطا بين عامي 2000 و2004م، كما درّس في عدد من الجامعات العربية.
نشر د. القاعود ما يزيد على 20 رواية، ومجموعتين قصصيتين، إلى جانب سيرته الذاتية التي تقع في 4 أجزاء، وكان له حضور بارز في مجالات الفكر والنقد والسياسة، وشارك في معارك فكرية وثقافية عدة دفاعًا عن العقيدة والهوية ومقاومة التغريب.
نال العديد من الجوائز، منها:
– جائزة المجمع اللغوي بالقاهرة عام 1968م.
– جائزة المجلس الأعلى للثقافة بمصر عام 1974م.
– جائزة نادي جازان الأدبي في البحث الأدبي عام 1991م.
– جائزة اتحاد كتاب مصر في التميز بالنقد الأدبي عام 2020م.
وكان عضوًا بارزًا في رابطة الأدب الإسلامي العالمية، وله كتب عديدة في قضايا الفكر الإسلامي، والأدب، والقضية الفلسطينية، فضلًا عن كتاباته الصحفية المميزة، خاصة في مجلة «المجتمع».
ردود فعل واسعة على منصات التواصل
وقد نعاه نجله الإعلامي محمد القاعود عبر منصة «إكس»، حيث كتب: إنّا لله وإنّا إليهِ رَاجعُون، توفي إلى رحمة الله تعالى والدي الحبيب الغالي، العالم الجليل، الأستاذ الدكتور حلمي محمد القاعود.. اللهم أجرنا في مصيبتنا واربط على قلوبنا.
وكتب الكاتب جمال سلطان: إنا لله وإنا إليه راجعون، توفي اليوم الأكاديمي والأديب الكبير والناقد الأدبي، الأخ والصديق د. حلمي محمد القاعود، أستاذ النقد والبلاغة في الجامعات المصرية، بعد معاناة كبيرة مع المرض، ومع بيئة ثقافية غير عادلة، إلى رحمة الله أيها الحبيب، إلى عفوه وعوضه وكرمه ورضوانه، لقد أديت أمانتك لوطنك ودينك وأمتك على خير ما يكون، خالص العزاء لأسرته ومحبيه في مصر والعالم العربي والإسلامي.
أما الكاتب الصحفي حسن القباني فكتب: إنّا لله وإنّا إليهِ رَاجعُون.. في ذمة الله الأكاديمي العلَّامة والأديب الكبير والروائي القدير، المفكر الوطني المهموم بقضايا أمته العربية والإسلامية، أ.د. حلمي محمد القاعود، أستاذ النقد والبلاغة بجامعة طنطا.. الله يرحم الفقيد رحمة واسعة ويجعل مثواه الفردوس الأعلى.
وكتب الباحث اللغوي محمود العيسوي: فقدت الأمة اليوم علمًا من أعلامها، وجبلًا شامخًا من جبالها أ.د. حلمي محمد القاعود في ذمة الله.. كان صاحب غيرة شديدة على الإسلام، وله صولات وجولات أدبية وفكرية مع المنحرفين عن دين الله عز وجل.. رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عن أمة الإسلام خيرًا.. وإنا لله وإنا إليه راجعون!
وكتب السنوسي محمد السنوسي، أستاذ الدراسات الإسلامية: د. حلمي محمد القاعود مثقف منتمٍ لأمته، مشتبك مع واقعه، جريء في طرحه ومعاركه.. تاريخه هو تاريخٌ لحياتنا الأدبية والفكرية في صورتها الصادقة.. على امتدادٍ يقارب نصف القرن.. أو يزيد.. رحمات الله ورضوانه للفقيد الكبير.
وقال الإعلامي سامي كمال الدين: إنا لله وإنا إليه راجعون.. وفاة د. حلمي محمد القاعود.. الناقد الأدبي وأستاذ البلاغة له العديد من المؤلفات في النقد والأدب والبلاغة والإسلاميات والسياسة والرواية.. رحمه الله وغفر له، خالص العزاء لعائلته الكريمة.
وكتب د. محمد الصغير، رئيس الهيئة العالمية لأنصار النبي صلى الله عليه وسلم، مؤسس وقف الأنصار: توفي أ.د. حلمي القاعود الكاتب الكبير والأديب النبيل، الذي قضى حياته في ميادين الفكر والدعوة والجهاد بالكلمة، دفاعاً عن الحق، ودفعاً للباطل، وبياناً لحقائق الشريعة، ورداً على الأباطيل والشبهات، ومع كونه أستاذاً للأدب والنقد في كثر من الجامعات، فإنه خاض غمار السياسة، وكان نجماً في سماء الصحافة والكتابة، وفي غيرهما من ميادين الثقافة والتأثير، تغمده الله بواسع رحمته، ورفع درجته وغفر له، وأخلف الأمة خيراً.
وكتب الإعلامي المصري محمد هلال: إنا لله وإنا إليه راجعون.. رحم الله أ.د. حلمي القاعود وأسكنه فسيح جناته.. رحل عنا صاحب المسيرة الأدبية والفكرية والسياسية الحافلة بالعطاء والعمل والعلم.. خالص العزاء لأسرته ومحبيه.
تصريح خاص لرئيس تحرير «المجتمع»
وفي تصريح خاص لـ«المجتمع»، قال د. سالم القحطاني، رئيس تحرير المجلة: برحيل د. حلمي القاعود، فقدت الأمة الإسلامية قلماً نزيها ومفكراً حراً وأديباً نادراً جمع بين الإبداع والموقف، وبين العلم والشجاعة، وبين القلم والضمير، لقد كان، رحمه الله، من كتّاب مجلة «المجتمع» الأوفياء، وكانت مقالاته دائماً منبراً للحق ومنارة للفكر الأصيل، نحتسبه عند الله شهيد الكلمة، ونسأل الله أن يجزيه عن أمته خير الجزاء، وأن يُلهم أهله ومحبيه وتلامذته الصبر والسلوان.
رحم الله الفقيد الكبير، وأحسن عزاء الأمة في فقده، وجزاه عن الإسلام وأهله خير الجزاء.