بقلم المستشار الدكتور على محّمد جريشة
«لقيت هنا بعض الشباب، ودار بيننا حوار أخوي مفتوح، رأيت أن أنقله إلى هذه الصفحات.. ليعرفه الآخرون..»
- بشير…
بشير إلى أصحاب الدعوات.. أنها تنتصر رغم كل العقبات.. رغم القمع والإرهاب الذي تواجه به في كثير من بلاد الإسلام، أنه يمحص معدنها وينقى الشوائب الدخيلة عليها، ويسقط عن كاهلها الضعاف الذين تحملهم ولا يحملونها.. رغم التخويف والتحذير منها، فإن الشباب يقبل عليها إذا تبين أنها الحق، فمن غير الشباب يعرف الشجاعة والإقدام، ومن غير الشباب يبذل-عن رضى- المال والجهد والأخطار؟
رغم الإغراءات تدفع أو تضفي على أصحاب التجمعات الأخرى، وحاملي الشعارات الخاوية من المضمون…
(فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذۡهَبُ جُفَآءٗۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمۡكُثُ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ كَذَٰلِكَ يَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَالَ). (الرعد:17)
بشير إلى أصحاب الدعوات.. إن الله ضمن لهم إحدى الحسنيين.
(قُلۡ هَلۡ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلَّآ إِحۡدَى ٱلۡحُسۡنَيَيۡنِۖ وَنَحۡنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمۡ أَن يُصِيبَكُمُ ٱللَّهُ بِعَذَابٖ مِّنۡ عِندِهِۦٓ أَوۡ بِأَيۡدِينَاۖ فَتَرَبَّصُوٓاْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ) (التوبة:52)، ولا يضيع شيء عند الله، (فَإِمَّا نَذۡهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنۡهُم مُّنتَقِمُونَ أَوۡ نُرِيَنَّكَ ٱلَّذِي وَعَدۡنَٰهُمۡ فَإِنَّا عَلَيۡهِم مُّقۡتَدِرُونَ فَٱسۡتَمۡسِكۡ بِٱلَّذِيٓ أُوحِيَ إِلَيۡكَۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ) (الزخرف:42-43).
والمجاهدون بين رجاءين:
أن ينصره الله.. فيقر الله عينه بالنصر، أو أن يلقى الله وهو عنه راض، فهو شهيد أو له منزلة الشهيد.. وللشهيد عند ربه سبعة خصال:
يغفر له عند أول دفقة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويؤمن يوم الفزع الأكبر، ويزوج باثنين وسبعين من الحور العين، ويشفع في سبعين من أهله، ويوضع فوق رأسه تاج الوقار الياقوتة فيه خير من الدنيا وما فيها وأرواح الشهداء في حواصل طير خضر تسرح من الجنة حيث شاءت، تأكل ثمارها وترد أنهارها، ثم تأوي إلى قناديل من ذهب معلقة تحت العرش..
ومن تمنى الشهادة، كتبت لـه منازل الشهداء، ولو مات على فراشه.
والمؤمن لا يجتمع في قلبه خوفان: خوف من الله، وخوف من غير الله:(الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا) (الأحزاب:39)، (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) (آل عمران: 173-174).
فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) (آل عمران:175)، (أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ) (التوبة:13).
وأخيرًا.. بشرى لأصحاب الدعوات.. إنهم يحملون أشرف رسالة، وأعز أمانة وأنهم بذلك خلفاء الرسل والأنبياء.. يؤدون نفس الوظيفة (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (فصلت:33)
وهم لا يتأثرون بسخرية الساخرين، ولا يستخفنهم استدراج المتآمرين، ولا يستخفنك الذين لا يوقنون.
(إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ. فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ. إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ) (المؤمنون: 109-111)، وبهذا ينجون من غضب الله، ويدخلون خير أمة.. كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، وتؤمنون بالله لكني.. مع البشير.. أحمل النذير» …
• نذیر …
والنذير ليس شيئا من خارج.. لأن الدعاة إن أخلصوا كفاهم الله ما يدبر لهم من خارج، (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال:30)، (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا وَأَكِيدُ كَيْدًا فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا) (الطارق:15)، (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (البقرة:137)، (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ۖ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ. وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ ۗ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ) (الزمر:36-37).
إنما النذير من داخل
لأن السرقة من داخل أيسر من محاولة السرقة من خارج.. ولأن النسف من داخل يحطم أكثر من النسف من خارج.. ولذا لا تؤتىَ الدعوات – في رأيي- إلا من داخل.. وتلك بعض النذر، نذيرًا لمن يعتبر:
– وأولها قلة الصبر أو نفاذه.
وقد يعد البعض ذلك نذيرًا غير هام.. لكنه قد يضيع الجولة من الدعاة، فما بين النصر والهزيمة غير صبر ساعة.
وفي سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب لما كاد الصبر عند صحابته أن ينفذ أو يفلت فعن أبي عبد الله خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: شكونا إلى رسول اللـه – صلى الله عليه وسلم- وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا: «ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا؟، فقال: (قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون) رواه البخاري.
والصبر خلق وسلوك، يبدأ أول ما يبدأ في القلب وهو شطر الاعتقاد، وهو حين يقل أو ينفذ ينعكس كذلك على السلوك.. فيبدو أصحاب الدعوات الذين كاد ينفذ صبرهم.. في قلق، وحيرة، وتوتر قد يتسرب معها اليأس من النصر، أو الخوف من العد.. وينقلب الأمر بعد ذلك -في أكثر الأحيان- انتقادًا لقيادته، أو انتقادًا لمن سبقوه بالإيمان والدعوة.. لأنهم لم يحققوا النصر بعد!
ولو فتش من قلبه ونفسه.. لوجد العيب في نفسه قبل أن يجده في الآخرين.. ولوجد الصبر نفذ أو كاد، أو لوجد اليأس قد حل أو كاد، ولوجد نفسه في الصورة التي يرسمها القرآن: (وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا) (النساء:73)
أو في السورة الأخرى:
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ ۚ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ) (العنكبوت:10).
أو في السورة الثالثة:
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ، يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنفَعُهُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ، يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ ۚ لَبِئْسَ الْمَوْلَىٰ وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ) (الحج:11-13).
وهكذا يكون قد وقع في «المبطئين، أو جعل فتنة الناس كعذاب الله أو صار ممن يعبد الله على حرف، وهو لا يدري، وهو شاغل نفسه بعيوب الناس عن عيبه، يرى القذاة في عين أخيه ولا يرى العود في عينه..»
هذا عن النذير الأول.
أما الثاني: فهو العنف.
والعنف إن أمر يجاوز حد القوة المطلوب «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة».. فيشكل سلوكا غير سائغ ولا مقبول، ينفر الناس ويفرقهم أكثر مما يبشرهم ويجمعهم (وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) (آل عمران:159)، «ما دخل الرفق في شيء إلا زانه، وما دخل العنف في شيء إلا شانه».
والعنف قد يكون قولًا.. فينفر السامع، ويأتي على غير أمر الله إلى موسى ومن بعده إلى كل داعية.
(فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ) (طه:44)، (قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) (الأعراف:164)، ويصل اللين حدًا أن يجعل الداعية الخطأ في جانبه والصواب في جانب من يدعو (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ قُل لَّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (سبأ:24-25).
كما قد يكون العنف تصرفا أو عملا فيكون أكثر تنفيرًا، ولذا كان ضبط النفس، وكظم الغيظ، والعفو عن الناس مرتبة لا ينالها إلا المتقون الذين أعد الله لهم جنات عرضها السماوات والأرض.
وكان من صفات أولي الألباب:
(… وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ، جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) (الرعد:22-24)
وفوق أن أسلوب العنف منفر في مجال الدعوة، بل وفي العلاقات بين الناس.. فإن أعداء الإسلام يرصدونه بالنسبة للدعاة.. ليجعلوا منه مبررًا لما يريدون ويبيتون وهم يفتعلونه إن لم يجدوه… فكيف إذا نحن قدمنا لهم المبرر الذي يريدون!؟ ألا فلينتبه أولو الألباب…
–أما الثالثة.. فهو التفرق.
والتفرق.. يؤتىَ منه الدعاة، ويؤكلون أكثر من أي شيء وهو أكبر نسف يمكن أن يحدث للدعوة من الداخل.
وصورة الفرقة البسيطة:
أن يظن الداعية- مهما عظم شأنه أنه يمكن أن يعمل وحده، وينسى أن الذئب يأكل من الغنم القاصية، وينسى أن العود الواحد يمكن أن ينكسر إما الأعواد في الحزمة الواحدة فتستعصى على الكسر، وينسى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)، وينسى «عليكم بالجماعة، يد الله مع الجماعة، ومن شذ شذ في النار».
وينسى مع هذا وبعد هذا أن الفرد المسلم في مجتمعه المسلم، كالسمك في الماء… فإذا خرج من الماء فإنه يموت آجلا أو عاجلا..
وهكذا شهدنا موت بعض الدعاة لما ظنوا أنهم يستطيعون العمل وحدهم وأنهم صاروا «شيئا مذكورًا» وصورة الفرقة الثانية.. أن يتنازع الدعاة، داخل الجماعة الواحدة.. ويتنازعون على الإمارات مع أنها «أمانة، ويوم القيامة خزى وندامة إلا من أخذها بحقها أو أدى الذي عليه فيها» أو يتنازعون حول الآراء.. مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم حذَّر أن أخوف ما يخافه علينا.. «وإعجاب كل ذي رأي برأيه».
ومع أننا رأينا صورة كريمة من الإيثار المادي حين يقع الدعاة في ساعة العسرة، والنزول على الرأي الآخر.. لون من الإيثار المعنوي.. أولى به من ينادون بالأخوة الإسلامية والحب في الله والفشل قرين التنازع (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ).
ولذا غضب له رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كاد أن يحدث من تشاجر بين المهاجرين والأنصار فقال لهم: (أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم.. لا تعودوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض).
ونزل الوحي مؤكدًا قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ. (100) وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ ۗ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) (آل عمران:100-101)، وكل الذي نقوله عن المتنازع داخل الجماعات الواحدة يصح في المتنازع بين الجماعات المختلفة ثم بين طوائف الأمة الإسلامية الواحدة، ولذا كانت الدعوة الصادقة إلى هؤلاء وأولئك.. أن يجتمعوا على الأصول، وهي في الإسلام ليست محل خلاف، وأن يتركوا الجدل حول الفروع أو أن يتعاونوا فيما اتفقوا فيه، ويعذر بعضهم بعضًا فيما اختلفوا فيه فلا تقوم المعارك حول عدد ركعات القيام، أو في أدائه جماعة أو فرادًا أو تسيد الرسول صلى الله عليه وسلم، أو إرخاء العذبة، أو تقصير الثوب … إلخ.
وإنما ينشغل بأصول الإسلام الكبرى، ومعاركه العظمى، وهي تدور في كل مكان.
ونستأذن «الدكتور ريتشارد ميتشل»، في النقل عن الوثيقة المنشورة بمجلة الدعوة -عدد صفر ١٣٩٩هـ- مع الاحتفاظ بحقه في التكذيب.
جاء بالبند ثالثا + بالنسبة للشباب نركز على ما يلي:
ب- تعميق الخلافات المذهبية والفرعية وتضخيمها في أذهانهم.
د- تفتيت التجمعات والجماعات الإسلامية المختلفة وبث التنازع داخلها وفيما بينها.
و – استمرار المؤسسات التعليمية في مختلف مراحلها في حصار الجامعات الإسلامية.
وبعد.
فهل أديت بعض الحق نحو شبابنا المسلم؟
أمل الأمة الباسم…
ومستقبلها المشرق..
إن شاء الله…
اللهم، قد بلغت، اللهم فاشهد(1).
_________________________
(1) منشور في العدد (439)، 6 جمادى الأولى 1339هـ/ 3 أبريل 1979م.