منذ تأسيسه عام 1945م، استحوذت 5 دول على سيطرة مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة وعرقلت عمله 265 مرة باستخدام حق النقض (الفيتو)، ومن بين القضايا الملحة التي شملها ذلك الاحتكار القضية الفلسطينية والملف السوري.
وتتمتع الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين بحرية استخدام «حق النقض» داخل المجلس لمنع مرور أي مشروع لا يتناسب مع رغباتها وسياساتها؛ مما أثر سلباً على عمل المجلس وجعله يتجه وفق أجندات هذه الدول ومصالحها قبل كل شيء.
ويتألف مجلس الأمن حاليًا من 15 دولة، تشمل 5 دائمة العضوية؛ وهي الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة، و10 أعضاء يتم انتخابهم من قبل الجمعية العامة وفقًا لتوزيع جغرافي.
للحصول على العضوية المؤقتة، يجب أن تحصل الدولة المنتخبة على أصوات ثلثي الدول الحاضرة في جلسة الجمعية العامة، ويتم تجديد نصف مقاعد الأعضاء المنتخبين غير الدائمين كل عام.
وقال أستاذ العلوم السياسية عبدالله النفيسي: إن حق النقض، المعروف بـ«الفيتو»، الذي تتمتع به فقط 5 دول دائمة العضوية في مجلس الأمن منذ عام 1945م، بحاجة ماسة إلى إعادة النظر فيه، ويُظهر هذا الحق آثارًا سلبية تتجلى في مآسٍ إنسانية، مثل استمرار الإبادة في غزة متسائلاً: هل ليس الآن الوقت المناسب للشعوب والتكتلات في هذا العالم للتحرك والعمل على تغيير تركيبة مجلس الأمن، بما في ذلك حق النقض؟
وقال الناشط في «إكس» الطبيب مجاهد بن ظافر: إن «الفيتو»، المعروف بحق النقض، هو الحق في الاعتراض على أي قرار يُقدم لمجلس الأمن وإجهاضه دون إبداء أسباب، ويُمنح هذا الحق للأعضاء الدائمين في مجلس الأمن.
وأضاف بن ظافر أن حق النقض أمر مثير للجدل، حيث يُعتبر من قِبَل المؤيدين داعمًا للاستقرار الدولي وضبط الأمور ضد التدخلات العسكرية، وضمانة حاسمة ضد الهيمنة الأمريكية على القرارات في مجلس الأمن، ومنذ تأسيس الأمم المتحدة عام 1945م، بلغ عدد مرات استعمال حق النقض 293 مرة.
وأشار إلى أن الدول الخمس دائمة العضوية في الأمم المتحدة، التي لديها حق النقض (الفيتو)، استخدمته على النحو التالي: الولايات المتحدة 83 مرة، وروسيا 293 مرة، والصين 16 مرة، والمملكة المتحدة 32 مرة، وفرنسا 18 مرة.
فيما قال الناشط العماني محمد سعيد السعدوني: لا أعلم كم مرة استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، ولكنني متأكد أنها لم تستخدمه يومًا في الخير، فقد صُمم هذا الحق خصيصًا للتعطيل بدلاً من أن يكون وسيلة للعمل، ومنذ البداية، كان الهدف منه منع أي قرار قد لا يروق لأي من الدول الدائمة الأعضاء، يُعتبر «الفيتو» يد الشر في الأرض، ويُستخدم في خدمة الشر.