الرئيسية 08 الشبكة الاخبارية 08 فلسطين المسلمة 08 تراكم الغضب الشعبي من التقاعس الوطني للسلطة.. هذه أسبابه!

تراكم الغضب الشعبي من التقاعس الوطني للسلطة.. هذه أسبابه!

الضفة المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام
بين انسحاب قوات أمن السلطة، من شوارع جنين، وتسلل الوحدات الصهيونية الخاصة إليها، دقائق معدودة كانت كفيلة أن تقترف تلك الوحدات جريمة اغتيال مروعة، لتعاظم من حالة غضب شعبي متعدد الأبعاد.

أحد صور الغضب، وجدت نفسها سريعًا على شكل حجارة وأكواع محلية، انهالت من فتية غاضبين على مقر المقاطعة (أجهزة السلطة) بجنين، في رسالة لا تخفى دلالتها على حجم حالة الاحتقان الشعبي المتصاعد من مسلكيات أجهزة السلطة الأمنية.

تعاون متقدم

ويعتقد الكاتب ياسين عز الدين أن الغضب الشعبي مما وصفه تعاون السلطة مع المحتل وصل مراحل متقدمة جدًا، وإن كانت الفصائل تبقي على شعرة معاوية مع السلطة فالجماهير قطعتها، وفق قوله.

مشهد رشق الحجارة والأكواع لو حصل قبل عشرة أعوام لأدانه الجميع، وفق عز الدين، لكن تغيرت المعادلة اليوم.

فملاحقات السلطة اليومية للمقاومين، وانخراطها في عمل فعلي لقمع وإجهاض الحالة الثورية، واختفاء أجهزتها الأمنية قبيل توغلات الاحتلال، في وقت تستعرض فيه قوتها على مسيرات استقبال الأسرى المحررين وجنازات الشهداء، خلقت عوامل غضب في حواضن شعبية متعددة باتت تعبر عن نفسها دون خفاء أو خوف.

علامة فارقة

ما حدث في جنين، علامة فارقة برأي متابعين؛ فسلوك أجهزة أمن السلطة بالانسحاب -الذي بات معتادًا ومتكررًا- قبيل اقتحامات قوات الاحتلال، رصده مواطنون ومتابعون، على دوار جنين، ما دفع أحدهم إلى التحذير من اقتحام محتمل للوحدات الصهيونية الخاصة، نحو نصف ساعة من اقتحامها مساء الخميس لاقتراف جريمتها.

عبر سيارتين مدنيتين ولباس مدني فلسطيني، تسللت الوحدات الصهيونية الخاصة، مساء الخميس (16 مارس) إلى شارع مكتظ بالمارة وسط جنين، غابت عنه العناصر الأمنية الفلسطينية، لتغتال بدم بارد ومن النقطة صفر القيادي في كتائب القسام يوسف صالح بركات شريم (29 عاما) والقيادي في سرايا القدس نضال أمين زيدان خازم (28 عاما).

وخلال جريمتها، أطلقت الوحدات الخاصة النار عشوائيا لتقتل الطفل عمر محمد عوادين (16عاما)، والشهيد لؤي خليل صغير (37 عاماً)، وتصيب نحو 24 مواطنًا بعضهم حالتهم خطيرة.

اقرأ أيضًا: عملية اغتيال إسرائيلة جبانة.. ماذا جرى في جنين؟!

تساؤلات مرة!

إبراهيم المدهون، الكاتب والمحلل السياسي، يرى أن هناك انكشافًا لدور أجهزة السلطة خاصة بعد جرائم الاغتيال المتكررة.

ويذهب المدهون في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إلى وجود تآكل في دور ومكانة أجهزة أمن السلطة التي تنسحب قبل توغل قوات الاحتلال وتنفيذها عمليات القتل والتصفية والإعدام.

وقال: هناك حالة غضب وحنق شديدة تعم عموم الشعب الفلسطيني لما يراه من تواطؤ قوات أمن السلطة، والجميع يسأل: لماذا تنسحب قوات الأمن قبل دخول قوات الاحتلال؟ ولماذا لا تتحرك هذه القوات للدفاع عن شعبنا؟.

وتابع متسائلاً: لماذا يسمح للقوات الخاصة أن تجوب مدن الضفة وتنفذ عمليات بكل سهولة ويسر وتغادر بعد ذلك؟ والأهم من ذلك لماذا تستمر أجهزة السلطة في وسط هذه الحالة في ملاحقة المقاومين وتفتيشهم؟.

ومؤخرًا، كشفت عائلات الشهداء المقاومين، الذين اغتالتهم قوات الاحتلال في المدة الماضية، أنهم تعرضوا للملاحقة والاعتقال ومصادرة الأسلحة قبل مدة قليلة من اغتيالهم، في حالة رأى فيها متابعون دليلا دامغًا على حجم التواطؤ والتنسيق الأمني بين تلك الأجهزة والاحتلال.

اقرأ أيضًا: والدة الشهيد فشافشة: أجهزة السلطة عذبت ابني والاحتلال اغتاله

وبموازاة التخاذل الرسمي لأجهزة السلطة، تبرز بين الحين والآخر، حالات حرة من أفراد الأجهزة تنخرط في العمل المقاوم سواء الفردي أو عبر الأجنحة العسكرية، لتجد نفسها مع مجموعات كتائب الأقصى تواجه هي الأخرى الملاحقة والتنكيل من الأجهزة الرسمية.

ويرى المدهون، أن الدور السياسي للسلطة لم يعد موجودا، فقط يوجد دور أمني حاليًا، و”فعليا نتحدث عن انخراط هذه الأجهزة في عملية تنسيق أمني معيبة مع الاحتلال الذي لا يتورع عن كشف دورها في مواجهة شعبنا”.

وكثيرًا، ما باتت مسيرات تشييع الشهداء تتحول إلى مناسبات وطنية للتنديد بالاحتلال وجرائمه، وكذلك التنديد بالتنسيق الأمني، وتوجيه التحية للمقاومة ورئيس أركانها محمد الضيف، في حالة تثير غضب السلطة ودفعتها مرارا لقمع جنازات الشهداء كما حدث قبل أيام مع جناة الشهيد القسامي عبد الفتاح خروشة.

اقرأ أيضًا: إدانة واسعة لاعتداء أمن السلطة على جنازة الشهيد عبد الفتاح خروشة

اقرأ أيضًا: قمع جنازات الشهداء .. انحراف وطني يفاقم الغضب الشعبي

وتوقع المدهون أن يزداد الحنق الشعبي ضد السلطة وسلوكها مع كل انكشاف جديد لدورها، منبهًا إلى وجود تصريحات من فصائل فلسطينية عدة وشخصيات تتساءل عن دور السلطة وإمكانية أن تكون مشاركة في العمليات القذرة ضد مقاومي شعبنا.

ويلقى إصرار السلطة على التنسيق الأمني مع الاحتلال ومشاركتها السابقة في اجتماع العقبة، وإعلان عزمها المشاركة في اجتماع شرم الشيخ المرتقب، إدانة واسعة من مختلف المكونات الفلسطينية.

تقاعس أم تعاون!

الكاتب والباحث المختص في القضايا الأمنية عبد الله العقاد، يؤكد أن شعبنا أدرك أن السلطة في الطرف المقابل للشعب، مدللاً على ذلك بعدة مواقف منها مشاركة السلطة في قمة العقبة وقرارها المشاركة في قمة شرم الشيخ، تحت عنوان عريض محاربة الحالة الثورية في الضفة المحتلة.

السلطة ليست متقاعسة إنما متعاونة مع الاحتلال ضد الثورة، يجزم العقاد في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”، موضحًا أن الحالة الثورية الحالية في الضفة تراها السلطة خطرًا عليها كما هي خطر على الاحتلال.

ويذهب إلى أن الارتباط المصيري بين السلطة والاحتلال يجعلها الأولى تنخرط في تحقيق مصلحة الاحتلال، مقدرًا أن انسحاب أجهزة أمن السلطة الذي يجري الحديث عنه قبل التوغلات هو عملية شكلية، مقابل ما يجري قبل ذلك من عملية مسح أمني وتحكم تام في الميدان من خلال التنسيق الأمني المشترك.

وقال: “السلطة ليست متقاعسة بل هي شريك مع الاحتلال في كل جريمة”، منبهًا إلى أن السلطة لا تخفي هذا الموقف.

ودلل على ذلك بتصريحات مسؤولي السلطة مواقفها في محاربة المقاومين، والتعبير عن مواقف شاذة كذلك التصريح الذي هاجم أمهات الشهداء، والفعل المقاوم، وقول أحدهم لعرين الأسود كفى كفى، مستخدما عبارات سابقة استخدمها قادة الاحتلال لمقاومتنا في غزة.

وتبقى الأشهر وربما الأيام والأسابيع القادمة كفيلة بكشف عما إذا كانت أجهزة السلطة التقطت رسالة الغضب الشعبي، أم ستمضي بمسارها الحالي المعاند لإرادة الجماهير.

About Author

%d مدونون معجبون بهذه: