الرئيسية 08 الشبكة الاخبارية 08 فلسطين المسلمة 08 الإضراب يعم الضفة حدادًا على أرواح شهداء نابلس والاحتلال يحاول قمع مسيرات الغضب (فيديو)

الإضراب يعم الضفة حدادًا على أرواح شهداء نابلس والاحتلال يحاول قمع مسيرات الغضب (فيديو)

عم الإضراب الشامل مدنًا عدة في الضفة الغربية، اليوم الأربعاء، تلبية لدعوات وجهتها المقاومة الفلسطينية وقوى وفعاليات وطنية وشبابية، حدادًا على أرواح شهداء نابلس الثلاثة الذين أعدمتهم قوة خاصة إسرائيلية أمس الثلاثاء.

تزامن ذلك مع خروج مسيرات غضب في جنين ورام الله والخليل ومدن أخرى بالضفة -تخلل بعضها مواجهات واشتباكات- تنديدًا باغتيال قوات الاحتلال للشبان الثلاثة (أدهم مبروكة ومحمد الدخيل وأشرف مبسلط).

وردد المشاركون -خلال مسيرة جابت شوارع رام الله- الهتافات المنددة بجرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، والداعية إلى الوحدة الوطنية للتصدي لهذه الجرائم، ورفعوا صور الشهداء الثلاثة، مطالبين بتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين ومحاسبة إسرائيل.

وفي وسط الخليل، أصيب عدد من المواطنين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وحالات اختناق خلال مواجهات اندلعت اليوم عقب مسيرة منددة بجريمة الاحتلال بحق شهداء نابلس.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن مصادر أمنية قولها إن قوات الاحتلال المتمركزة على أحد الحواجز العسكرية في شارع الشهداء وسط المدينة، أطلقت الأعيرة النارية المغلفة بالمطاط وقنابل الغاز والصوت صوب المشاركين في المسيرة، مما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق وإصابة شاب برصاصة معدنية في قدمه.

وكانت مسيرة -نظمتها حركة الشبيبة الطلابية بجامعات الخليل- قد انطلقت بعد تجمّع العشرات من طلبة الجامعات على دوار ابن رشد وسط المدينة، رافعين شعارات منددة بجرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.

وطالبوا المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية بمحاسبة الاحتلال وملاحقته دوليًّا على جرائمه المتواصلة، التي كان آخرها إعدام الشبان الثلاثة.

إضراب عام

وشل الاضراب المرافق والمحال والمصالح التجارية في مدن رام الله والبيرة ونابلس وجنين وطولكرم، وأعلِن الحداد على أرواح الشهداء الثلاثة.

ودعت مجالس الطلبة وحركة الشبيبة الطلابية في العديد من الجامعات إلى تعليق الدوام وفتح بيوت عزاء لشهداء نابلس في حرم الجامعات.

ونعت القوى والفعاليات الوطنية -في بيانات صادرة عنها- شهداء نابلس، ودعت إلى تصعيد المقاومة الشعبية وتوسيع رقعة المواجهة مع الاحتلال في جميع المناطق والتصدي للمستوطنين.

وشددت القوى في بياناتها على تعزيز التلاحم الوطني والشعبي لمواجهة إرهاب الاحتلال ومستوطنيه، وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك لحماية الشعب الفلسطيني بما ينص عليه القانون الدولي.

وكانت قوات خاصة إسرائيلية قد اقتحمت أمس حي المخفية بمدينة نابلس شمالي الضفة المحتلة، بمركبة عمومية تحمل لوحة تسجيل فلسطينية، وأطلقت الرصاص بكثافة صوب السيارة التي كانت تُقلّ الشبان الثلاثة.

حراك دبلوماسي لفضح جرائم الاحتلال

بدورها، قال وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان اليوم إن “شعبنا يرفض التسليم بالاحتلال والاستيطان، ويرفض أيضًا نظام الأبارتهايد الإسرائيلي”.

وأكدت أنها ستواصل حراكها السياسي والدبلوماسي والقانوني الدولي، ليس فقط لفضح جرائم الاحتلال ومليشيات المستوطنين المسلحة ضد الشعب الفلسطيني، وإنما أيضًا لفرض عقوبات دولية على إسرائيل بصفتها قوة احتلال، ومحاسبة ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين سواء كانوا سياسيين أو عسكريين أو أمنيين أو مستوطنين.

وأدانت الوزارة “جرائم وانتهاكات الاحتلال وعناصره الاستيطانية الإرهابية المتواصلة ضد المواطنين الفلسطينيين المدنيين العزل، وفي مقدمتها المجزرة البشعة التي ارتكبتها فرق الموت الإسرائيلية أمس في قلب مدينة نابلس، والتي أعقبتها سلسلة طويلة من الانتهاكات والجرائم والاعتداءات الاستفزازية التي نفذتها مليشيات المستوطنين ومنظماتهم وجمعياتهم الإرهابية في عموم الضفة الغربية المحتلة”.

وأشار البيان إلى هجمات المستوطنين العنيفة ضد الفلسطينيين التي تتصاعد على مرأى ومسمع من سلطات الاحتلال، بالإضافة إلى استمرار عمليات الاستيلاء على الأراضي وعمليات هدم المنازل والمنشآت وخزانات المياه.

وحمّل البيان الحكومة الإسرائيلية وأذرعها المختلفة المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجرائم اليومية، وعن تداعياتها ونتائجها الكارثية على ساحة الصراع الذي يتأجج نتيجة تردد الإدارة الأمريكية في تنفيذ التزاماتها وضعف ضغوطها على دولة الاحتلال، وتقاعس مجلس الأمن الدولي عن تحمّل مسؤولياته.

وحذرت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي ومجالسه ومنظماته الحقوقية والإنسانية المختصة من مغبة التعامل مع هذه الانتهاكات والجرائم كأرقام في الإحصائيات، أو أنها أصحبت اعتيادية ومألوفة ولا تستدعي بالتالي وقفة دولية جادة، بما يخفي حجم معاناة الفلسطينيين.

نداء إلى المجتمع الدولي

من ناحيتها، طالبت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، الأمم المتحدة، بتوفير حماية فورية للمواطنين الفلسطينيين تحت الاحتلال من عمليات القتل والإبادة والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت الهيئة في بيان اليوم تعقيبًا على جريمة الاحتلال في نابلس، إن هذه الجريمة بمثابة إصدار حكم بالإعدام وتنفيذه في الميدان بصورة همجية ووحشية، وحمّلت حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة والتعليمات الصادرة لجنود الاحتلال باستباحة الدم الفلسطيني بذرائع أمنية واهية.

كما أدان اتحاد المحامين العرب اغتيال الاحتلال الإسرائيلي للشبان الثلاثة، وقال في بيان اليوم، إن أجندة القتل التي ينفذها الاحتلال بدم بارد دليل على أنه كيان مارق على القانون الدولي ينفّذ سياسة إرهابية متعطشة لإزهاق الأرواح وإسالة الدماء ضد أصحاب الأرض، مطالبًا المجتمع الدولي بإدانة تلك “العملية الإرهابية” ومحاسبة منفذيها.

About Author

%d مدونون معجبون بهذه: