الرئيسية 08 الشبكة الاخبارية 08 فلسطين المسلمة 08 فلسطين .. 50 عاما على حريق الأقصى.. النار لا تزال تستعر ولا مغيث!

فلسطين .. 50 عاما على حريق الأقصى.. النار لا تزال تستعر ولا مغيث!

نصف قرن مرت على إحراق المسجد الأقصى المبارك على يد المتطرف اليهودي “مايكل دينس روهان”، في وقت تشتد الهجمة على المسجد في محاولات لتغيير الواقع فيه، وفرض التقسيم الزماني والمكاني.

وعشية هذه الذكرى الأليمة (21/8/1969م) لا تزال ألسنة اللهب مستعرة في المسجد الأقصى، بفعل الانتهاكات والاعتداءات اليومية من الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه.

وصعّد المستوطنون وعناصر شرطة الاحتلال في الآونة الأخيرة من اعتداءاتهم وانتهاكاتهم لحرمة المسجد الأقصى، والاعتداء على رواده وحراسه، وإبعاد العشرات منهم عن المسجد لفترات متفاوتة، وكان جليا تلك الاعتداءات في اليوم الأول لعيد الأضحى وإصابة عشرات المصلين في باحات المسجد.

الحريق منذ الاحتلال
من جهته، قال الأمين العام للجبهة المسيحية الاسلامية حنا عيسى: إن الحرائق في المسجد الأقصى لم تبدأ منذ تاريخ 21/8/1969، وإنما بدأت منذ احتلال القدس منذ تاريخ 7/6/1967 عندما دمّر الاحتلال حي المغاربة في مدينة القدس المحتلة.

وأوضح أن المسجد الأقصى والكنائس في القدس تعرضت لحرائق كثيرة خاصة كنيسة القيامة، مشيراً إلى أن “اسرائيل” عندما احتلت الجزء الغربي من مدينة القدس عام 1948 لم يعترف العالم لها بهذا الاحتلال، وأيضاً حينما احتلت الجزء الشرقي من مدينة القدس لم يتم الاعتراف لها بهذا الاحتلال.

وذكر عيسى أن “اسرائيل” توغلت في انتهاكاتها بحق المسجد الأقصى والمدينة المقدسة منذ عام 1967م وحتى عامنا هذا، حيث عملت على تهويد ما نسبته 97% من مدينة القدس.

وأكد أن الاعتداءات زادت على المسجد الأقصى عندما جاء الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بتاريخ 6/12/2017 وأعلن خلالها أن القدس مدينة يهودية، مشيراً أن حديثه ينكر الوجود المسيحي والإسلامي والعربي داخل المدينة المقدسة.

وأشار إلى أن الأقصى يتعرض لانتهاكات جسيمة؛ حيث يوجد تحت الأقصى مدينة كاملة ستفتتح في أي لحظة، ويوجد بها قاعات تتسع لحوالي 5000 شخص، إضافة إلى أن الحكومة الاسرائيلية تجتمع باستمرار أسفل حائط البراق، مع وجود حفريات تتراوح لأكثر من 20 مترًا تحت الأرض.

ولفت إلى أنه يحيط بالمسجد الأقصى في الوقت الحالي 105 كنس يهودية، و28 نفقا تحت البلدة القديمة إضافة إلى نفقين جديدين؛ الأول يمتد من حائط البراق باتجاه المدرسة العمرية بالحي الإسلامي، ونفق آخر من الحي الإسلامي باتجاه الحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك.

وذكر أن الاحتلال يعمل على الاستيلاء على أراضي المقابر واستيلاء على كل الأرصفة الموجودة في المنطقة، إضافة إلى توسعة لحائط البراق، وسحب هويات بالجملة، وعدم تسجيل هويات لحوالي 22 ألف طفل، وهدم منازل بالجملة، و6 مشاريع قوانين تعدها “إسرائيل” بما يتعلق بالتقسيم الزماني والمكاني وإقراره في أي لحظة.

القدس تتعرض إلى مذبحة حقيقية من خلال الاستيطان والتوسع الاستيطاني الجاري فيها، وتأتي -حسب عيسى- في إطار مبرمج من أجل طمس الهوية الإسلامية المسيحية العربية للمدينة المقدسة، واستحداث طابع جديد وهو الطابع اليهودي، وإقامة ما يسمى بالقدس الكبرى على مساحة 600 كيلومتر مربع بتعداد سكان 3 مليون ونصف مليون نسمة وهدم جميع المساجد والكنائس المؤدية إلى قلب المسجد الأقصى.

ممارسات الاحتلال

من جانبه أكد الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى، أن الحرائق تحيط بالمسجد الأقصى من كل جانب بسبب الممارسات الإسرائيلية المتكررة.

وأوضح صبري، في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”، أن الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة والحفريات والجدار العنصري الذي يحاصر مدينة القدس يأتي ضمن الحرائق التي تحيط بالأقصى، وليس فقط مصطلح الحرائق الخاص بالاشتعال فقط، وفق قوله.

وأشار إلى أن أهداف الاحتلال بحق المسجد الأقصى توسعية عدوانية، وتتمثل في الاقتحامات وتغيير واقع جديد في الأقصى، “وما حصل يوم عيد الأضحى يوضح الأطماع التي يريدونها ضد الأقصى”.

وأوضح صبري أن هناك مخططا صهيونيا رهيبا في موضوع التقسيم الزماني والمكاني للأقصى، مستدركاً أن المرابطين والمرابطات يقفون بالمرصاد لأي محاولة تهدف للمس بحرمة المسجد الأقصى المبارك.

وحمّل الشيخ صبري الاحتلال المسؤولية الكاملة فيما يتعلق باقتحامات المستوطنين المتكررة؛ لكونه هو الذي يحمي هؤلاء المستوطنين ويشجعهم على هذه الاقتحامات وتدنيسهم للمسجد الأقصى.

وبلغت المساحة المحترقة من المسجد الأقصى أكثر من ثلث مساحته الإجمالية، حيث احترق ما يزيد على 1500 متر مربع من المساحة الأصلية البالغة 4400 متر مربع، وأحدثت النيران ضرراً كبيراً في بناء المسجد الأقصى المبارك وأعمدته وأقواسه وزخرفته القديمة، وسقط سقف المسجد على الأرض نتيجة الاحتراق، وسقط عمودان رئيسان مع القوس الحامل للقبة.

كما تضررت أجزاء من القبة الداخلية المزخرفة والمحراب والجدران الجنوبية، وتحطم 48 من شبابيك المسجد المصنوعة من الجبس والزجاج الملون، واحترق السجاد وكثير من الزخارف والآيات القرآنية.

وشبّ الحريق في الجناح الشرقي للمصلى الواقع في الجهة الجنوبية من المسجد الأقصى، وأتت النيران على واجهات المسجد الأقصى وسقفه وسجاده وزخارفه النادرة، وكل محتوياته من المصاحف والأثاث، وتضرر البناء كثيرا؛ ما تطلب سنوات لترميمه وإعادة زخارفه، كما كانت.

والتهمت النيران أيضاً منبر المسجد التاريخي الذي أحضره صلاح الدين الأيوبي من مدينة حلب، وذلك عندما استعاد المسلمون بيت المقدس عام 1187م، وقد كان لهذا المنبر الجميل مكانة خاصة، حيث إن السلطان نور الدين زنكي، هو الذي أمر بإعداده ليوم تحرير الأقصى.

 

 

 

المركز الفلسطيني للإعلام

About Author

%d مدونون معجبون بهذه: