الرئيسية 08 الشبكة الاسلامية 08 الوعي الاسلامي 08 نعيب الغير و العيب فينا

نعيب الغير و العيب فينا

لماذا نتهم الزمان والغرب أو الشرق بأنهم هم أساس مصائبنا وليس «البعض منا» الذين جعلونا عالة على الغرب والشرق بسبب غسل أدمغتهم؟!.
كما يقول الإمام الشافعي رحمه الله: (نعيب زماننا والعيب فينا… وما لزماننا عيب سوانا.. ونهجو ذا الزمان بغير ذنب.. ولو نطق الزمان لنا هجانا..)
إنما المراد من هذا البيت، أن الزمان في نفسه ليس به عيب، ولا هو أهل لأن يذم؛ إنما مرد العيب والذم لأفعال الناس وأخلاقهم.
والطبيعة لا تقبل الفراغ كما يقال، وهكذا الحال في عالم العقائد والأفكار، وإذا تكاسل أهل الحق عن التحرك بحقهم وتبليغه، ملأ أهل الباطل الفراغ بباطلهم، ومن سنن الله في خلقه سنة المدافعة، ولولاها لفسدت الأرض، وهدمت بيوت الله، وعم الضلال، واندرس الحق، كما قال تعالى «{وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ}» وقال تعالى «{وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً}».
أعظم أنواع الظلم الذي يقع في الأرض هو الشرك بالله،قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}(لقمان13).
وجاءت الآية رقم 19 من سورة النور في قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النور 19]
قال ابن العربي في كتابه «أحكام القرآن» أن الله تعالى أوجب من خلال هذه الآية على المسلمين حب الخير والصلاح بين المسلمين وحسن الاعتقاد بين المؤمنين وليس حب إشاعة الفواحش بينهم.
هذا جزاء من يحب بقلبه أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا فكيف يكون جزاء من استعمل كل الوسائل العملية لنشرها؟!
بالله عليكم كيف في مجتمع مسلم دين الدولة الاسلام يقبل أن يعرض مسلسلا كل ليلة من ليالي شهر رمضان الكريم وفي قناة عمومية يعرض ويبين لأبنائنا كيفية يتم تحضير سيجارة مخدرات وكيف يعمل التلميذ على مساعدة المجرم واخفاءه بالمحافظة التي تحمل العلم لهذه السموم ثم فيه لمز للمرأة المتحجبة ووصفها بالنفاق، وأن الرجولة والقوة تجدها في الرجل المنحرف ولا تجدها في الرجل المتعلم وهلم جرا …
يحدث هذا عندما يغيب حراس العقيدة والقيم، بينما نجتهد في مهاجمة تلك الصورة الملتقطة لإمام وقطة تسلقت وركبت كتفه ونشكك في أمرها ونية صاحبها، أنها البراعة في التقاط أخطاء بعضنا البعض وتخذر من هذا ونعادي الأخر ونبدع كل مخالف، لقد فقدنا فعلا البوصلة.
يقول الشيخ محمد الغزالي -رحمه الله-:
«لانلوم الآخرين على انتهاز الفرص لخدمة ما يعتقدون لكننا نلوم أنفسنا إذ تركنا فراغا امتد فيه غيرنا ومن ترك باب داره مفتوحا لا يلوم اللصوص إذا سرقوا مدخراته».

الشيخ نــور الدين رزيق/

About Author

%d مدونون معجبون بهذه: