الرئيسية 08 الشبكة الاخبارية 08 فلسطين المسلمة 08 فلسطين .. صفقة القرن.. غزة ومرحلة الصدام الرافض للخطة الأمريكية

فلسطين .. صفقة القرن.. غزة ومرحلة الصدام الرافض للخطة الأمريكية

ثلاثة مسارح تعمل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على تهيئتها لتطبيق خطته المعروفة إعلاميًّا بـ”صفقة القرن” والرامية لتصفية القضية الفلسطينية، وفق تقدير للخبير بالدراسات المستقبلية وليد عبد الحي الذي أشار إلى أن المرحلة القادمة هي المواجهة بين تطبيق صفقة القرن والقوى الرافضة للصفقة بمستوى أو آخر.

ومن هذه المسارح المسرح الفلسطيني الذي يُحضر له سيناريوهات صعبة، تشمل: إضعاف المقاومة المسلحة في غزة، ومقايضة سلاحها برفع الحصار، ومفاوضات بين “إسرائيل” والسلطة برام الله بشكل سريّ لإرجاع بعض المساعدات الغربية.

كما إن تهيئة المسرح الفلسطيني لقبول “صفقة القرن” يتطلب العمل على “خلق الفوضى في قطاع غزة من خلال أدوات إسرائيل ودمامل سلطة التنسيق الأمني في جسد غزة”.

التقدير يشير إلى أن المرحلة القادمة هي المواجهة بين تطبيق صفقة القرن والقوى الرافضة للصفقة بمستوى أو آخر.

وتوقع عبد الحي في تقديره بعنوان “قطاع غزة: المستقبل القريب”، أن تحدث جراء ذلك المسار بعض عمليات الاغتيال سعيًا وراء إيصال الحالة إلى حد خلق هوة بين المقاومة والشارع بغزة، بل والعمل على جر بعض التنظيمات من خندق غزة لفنادق سلطة التنسيق الامني من خلال استغلال “فقر ” أو “نفاد صبر” هذه التنظيمات.

وأوضح الخبير أن أكثر من مصدر إعلامي والعديد من التصريحات الرسمية أشارت إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب سيعلن عن “صفقة القرن” بعد الانتخابات الإسرائيلية التي ستتم في شهر نيسان/ أبريل القادم.

وأضاف أنه قد يأخذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية بعض الوقت وتسلم الوزراء الجدد لمناصبهم بعض الوقت أيضا، منبهًا أن هذا يعني أن حركة ترمب وفريقه المخصص لصفقة القرن (كوشنير، بولتون، بومبيو، فريدمان) ستتضح خلال ما بعد مايو المقبل.

ومن هذه المسارح المسرح الفلسطيني الذي يُحضر له سيناريوهات صعبة، تشمل: إضعاف المقاومة المسلحة في غزة، ومقايضة سلاحها برفع الحصار، ومفاوضات بين “إسرائيل” والسلطة برام الله بشكل سريّ لإرجاع بعض المساعدات الغربية.

ورجح أن هذا الفريق الذي يضم اثنين من الذين تبرعوا بمبالغ مالية لبناء المستوطنات في الضفة الغربية، واثنين آخرين من أشد المؤمنين باستخدام جميع الوسائل الخشنة لتحقيق الأهداف سيعملون على الشروع في إعلان وتطبيق صفقة القرن الموعودة.

الكاتب الأردني طرح تساؤلا: ما الذي يمكن أن يخطط له فريق ترمب لصفقة القرن، وأجاب: إنه العمل على تهيئة ثلاثة مسارح سياسية.

المسرح الفلسطيني

أولا، وفق عبد الحي، العمل على تهيئة المسرح الفلسطيني لقبول الصفقة.

وأشار إلى أن ذلك يستدعي:

أ‌- العمل على إضعاف المقاومة الفلسطينية المسلحة في غزة، وهو ما يعني احتمالات تشديد العمليات العسكرية والأمنية والضغوط الاقتصادية والمالية على قطاع غزة وتشديد الحصار على تنقل الأفراد بين غزة والخارج، واحتمالات العمل على خلق الفوضى في قطاع غزة من خلال أدوات “إسرائيل” ودمامل السلطة في جسد غزة، وقد تحدث بعض عمليات الاغتيال سعيا وراء ايصال الحالة الى حد خلق هوة بين المقاومة والشارع الغزي، بل والعمل على جرّ بعض التنظيمات من خندق غزة لفنادق سلطة التنسيق الأمني من خلال استغلال “فقر” أو “نفاد صبر” هذه التنظيمات.

ب‌- ربط كل ما سبق بهدف محدد وهو “مقايضة سلاح المقاومة في غزة برفع الحصار”، مع قبول مد عمل سلطة التنسيق الأمني في رام الله إلى قطاع غزة.

ت‌- مواصلة التفاوض والحوار السري مع السلطة في رام الله وبحضور “إسرائيل” مقابل إعادة بعض المساعدات الغربية التي توقفت للسلطة.

كما إن تهيئة المسرح الفلسطيني لقبول “صفقة القرن” يتطلب العمل على “خلق الفوضى في قطاع غزة من خلال أدوات إسرائيل ودمامل سلطة التنسيق الأمني في جسد غزة”.

المسرح الإقليمي
أما المسرح الثاني، يتحدث عبد الحي، هو العمل على تهيئة المسرح الإقليمي.

وأشار إلى أن ذلك من خلال:

أ‌- توسيع دائرة التواصل والتطبيع العربي الإسرائيلي من خلال الزيارات الرسمية واللقاءات في المؤتمرات الدولية، وستكون دول مثل تونس (التي تعاني من عدم استقرار حكومي)، والمغرب (وهي التي لعبت دورا مركزيا في الإعداد لكامب ديفيد بين مصر وإسرائيل قبل عام 1977)، والجزائر(التي يبدو أن الجناح الأمريكي يحرز بعض المكاسب الواعدة في الصراع الداخلي على السلطة فيها)، والسودان (التي هي بأمسّ الحاجة لإنقاذ الرئيس من مأزقه حتى لو كان العون من الشيطان!).. كلها دول ستكون موضع عناية من فريق ترمب.

ب‌- استغلال الأوضاع الاقتصادية المتعثرة لبعض الدول كالأردن للكف عن إعلانات الاعتراض على الصفقة أو على بعض محاورها، وقد يأخذ ذلك تقليصا للمساعدات، وتشجيع دول خليجية على الاستغناء عن العمالة العربية من الدول التي تبدي أي تحفظات على الصفقة، والتلكؤ في تنفيذ التعهدات في المؤتمرات الدولية لتقديم المساعدات لهذه الدول وبخاصة الأردن.

ت‌- إبقاء دوامة عدم الاستقرار والانغماس بالشأن الداخلي في كل من العراق وسوريا.

ث- الضغط الأمريكي وبأشكال مختلفة ومتنوعة على دول معينة (قطر وتركيا وإيران)؛ لحجب أي شكل من المساعدات عن غزة، وذلك باستغلال الضغط المباشر على:

وتوقع عبد الحي في تقديره أن تحدث جراء ذلك المسار بعض عمليات الاغتيال سعيًا وراء إيصال الحالة إلى حد خلق هوة بين المقاومة والشارع بغزة، بل والعمل على جر بعض التنظيمات من خندق غزة لفنادق سلطة التنسيق الامني من خلال استغلال “فقر ” أو “نفاد صبر” هذه التنظيمات.
1- قطر باستغلال المشاحنات الخليجية والمصرية معها في هذا الاتجاه،

2- وعلى تركيا من خلال استغلال فوضى الاستراتيجيات في شمال سوريا بخاصة العلاقة مع الأكراد أو وعدها بدور الشريك مع دول عربية أخرى في الوصاية على المسجد الأقصى.

3- وعلى إيران والتواصل السري معها عبر الوكلاء (قطر وسلطنة عمان تحديدا) لتخفيف دعم غزة مقابل غض الطرف عن بعض الوجود الإيراني في سوريا أو تمديد فترات السماح لبعض الدول التي طلبت إعفاءها من تطبيق الحصار على إيران…الخ.

ج- تخفيف الضغوط الأمريكية على بعض الدول الخليجية مقابل المساندة لتمرير صفقة القرن؛ مثلا التخفيف عن السعودية (في موضوع خاشقجي، والحرب على اليمن، وإثارة مستوى الحريات المدنية) أو قطر كما في أعلاه…الخ.

المسرح الدولي
أما المسرح الثالث فهو: العمل على تهيئة المسرح الدولي، من خلال:

أ‌- التقليص بأكبر قدر ممكن من دور الأمم المتحدة في هذا الموضوع.

ب‌- محاولة الدفع لتعميق العلاقات الصينية الإسرائيلية (وهي علاقات تتسارع في تطورها) لخلق بعض الثغرات في العلاقات العربية الصينية، وقد يتم وعد الصين بتخفيف بعض القيود على تجارتها مع الولايات المتحدة مقابل ليونة صينية في الموضوع الشرق أوسطي.

ت‌- الضغط على الدول الغربية (أوروبا وكندا) أو الآسيوية (اليابان) لإطلاق الوعود بمساعدات كبيرة للفلسطينيين والأردن تحديدا وربما مصر ولبنان مقابل مواقف سياسية تصب في نهر صفقة القرن.

ث‌- إشغال روسيا في موضوعات أخرى والمقايضة معها في هذه الموضوعات مثل: القيود الاقتصادية والتجارية معها، وموضوع اتفاقات الحد من الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى، والسياسات الروسية في سوريا.

مرحلة المواجهة
وقال الكاتب وليد عبد الحي: ذلك يعني أن المرحلة القادمة هي المواجهة بين تطبيق صفقة القرن والقوى الرافضة للصفقة بمستوى أو آخر، ويبدو أن ترمب يراهن على أن إنجازه لصفقة القرن سيساعده بقدر كبير على تأمين مساندة له في جولته الثانية للرئاسة.

وختم قائلا: وهو ما يعني أن معركة “صفقة القرن” القادمة تحتاج لعقلانية حمساوية مفرطة من ناحية والعمل على توسيع دائرة التلاحم الشعبي مع قوى المقاومة في غزة من ناحية ثانية.

وأضاف: وعلى هذا الأساس، أرى أن على حركة حماس وقوى المقاومة في غزة، أن تتوقع هجوما سياسيا (بالمبادرات والإشاعات والتشويه والعمليات المفتعلة)، وعسكريا (بهجمات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي بين الحين والآخر، وتحريك لـ”مليشيات دحلان” وعيون السلطة في غزة، وتحريك لمظاهرات أو اغتيالات ملتبسة..الخ)، واقتصاديا بتشديد الحصار، وربما يزداد ويتسارع الموقف المصري في “إدارة الظهر” لغزة والإصرار على حضور تام للسلطة في غزة.

وختم قائلا: وهو ما يعني أن معركة “صفقة القرن” القادمة تحتاج لعقلانية حمساوية مفرطة من ناحية والعمل على توسيع دائرة التلاحم الشعبي مع قوى المقاومة في غزة من ناحية ثانية.

 المركز الفلسطيني للإعلام

About Author

%d مدونون معجبون بهذه: